" صفحة رقم ٢٢٥ "
أن يسبح الله عند رؤية العجيب من صنائعه، ثم كثر حتى استعمل في كل متعجب منه أو لتنزيه الله تعالى من أن تكون حرمة نبيه عليه السلام فاجرة. فإن قلت : كيف جاز أن تكون امرأة النبي كافرة كامرأة نوح ولوط، ولم يجز أن تكون فاجرة ؟ قلت : لأنّ الأنبياء مبعوثون إلى الكفار ليدعوهم ويستعطفوهم، فيجب أن لا يكون معهم ما ينفرهم عنهم، ولم يكن الكفر عندهم مما ينفر. وأما الكشخنة فمن أعظم المنفرات.
) يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُواْ لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الاٌّ يَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (
النور :( ١٧ ) يعظكم الله أن.....
أي كراهة ) أَن تَعُودُواْ ( أو في أن تعودوا، من قولك : وعظت فلاناً في كذا فتركه. وأبدهم ما داموا أحياء مكلفين. و ) إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ( فيه تهييج لهم ليتعظوا، وتذكير بما يوجب ترك العود، وهو اتصافهم بالإيمان الصادّ عن كلّ مقبح،
النور :( ١٨ ) ويبين الله لكم.....
ويبين الله لكم الدلالات على علمه وحكمته بما ينزل عليكم من الشرائع، ويعلمكم من الآداب الجميلة، ويعظكم به من المواعظ الشافية، والله عالم بكل شيء، فاعل لما يفعله بدواعي الحكمة.
) إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِى الَّذِينَ ءَامَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى الدُّنْيَا وَالاٌّ خِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (
النور :( ١٩ ) إن الذين يحبون.....
المعنى : يشيعون الفاحشة عن قصد إلى الإشاعة، وإرادة ومحبة لها، وعذاب الدنيا الحدّ، ولقد ضرب رسول الله ( ﷺ ) عبد الله بن أبيّ وحساناً ومسطحاً، وقعد صفوان لحسان فضربه ضربة بالسيف، وكفّ بصره. وقيل : هو المراد بقوله :) وَالَّذِى تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ ( ( النور : ١١ ) ) وَاللَّهُ يَعْلَمُ ( ما في القلوب من الأسرار والضمائر ) وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ( يعني أنه قد علم محبة من أحب الإشاعة، وهو معاقبه عليها.
) وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ (
النور :( ٢٠ ) ولولا فضل الله.....
وكرّر المنة بترك المعاجلة بالعقاب، حاذفاً جواب لولا كما حذفه ثمة. وفي هذا التكرير مع حذف الجواب مبالغة عظيمة، وكذلك في التوّاب والرءوف والرحيم.
) ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَآءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَاكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّى مَن يَشَآءُ


الصفحة التالية
Icon