" صفحة رقم ٢٢٦ "
وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (
النور :( ٢١ ) يا أيها الذين.....
الفحشاء والفاحشة : ما أفرط قبحه. قال أبو ذؤيب : ضَرَائِرُ حِرْمِيٍّ تَفَاحَشَ غَارُهَا ;
أي : أفرطت غيرتها. والمنكر : ما تنكره النفوس فتنفر عنه ولا ترتضيه. وقرىء :( خطوات ) بفتح الطاء وسكونها. وزكّى بالتشديد، والضمير لله تعالى، ولولا أنّ الله تفضل عليكم بالتوبة الممحصة، لما طهر منكم أحد آخر الدهر من دنس إثم الإفك، ولكن الله يطهر التائبين بقبول توبتهم إذا محضوها، وهو ) سَمِيعُ ( لقولهم ) عَلِيمٌ ( بضمائرهم وإخلاصهم.
) وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُواْ الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُواْ أُوْلِى الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُواْ أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (
النور :( ٢٢ ) ولا يأتل أولوا.....
وهو من ائتلى إذا حلف : افتعال من الألية. وقيل : من قولهم : ما ألوت جهداً، إذا لم تدخر منه شيئاً. ويشهد للأول قراءة الحسن : ولا يتأل. والمعنى : لا يحلفوا على أن لا يحسنوا إلى المستحقين للإحسان. أو لا يقصروا في أن يحسنوا إليهم وإن كانت بينهم وبينهم شحناء لجناية اقترفوها، فليعودوا عليهم بالعفو والصفح، وليفعلوا بهم مثل ما يرجون أن يفعل بهم ربهم، مع كثرة خطاياهم وذنوبهم، نزلت في شأن مسطح وكان ابن خالة أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، وكان فقيراً من فقراء المهاجرين، وكان أبو بكر ينفق عليه، فلما فرط منه ما فرط : آلى أن لا ينفق عليه، وكفى به داعياً إلى المجاملة وترك الاشتغال بالمكافأة للمسىء. ويروى أنّ رسول الله ( ﷺ ) قرأها على أبي بكر، فقال : بلى أحب أن يغفر ال


الصفحة التالية
Icon