" صفحة رقم ٢٣٢ "
أبواب الدين هو عند الناس كالشريعة المنسوخة قد تركوا العمل به، وباب الاستئذان من ذلك : بينا أنت في بيتك، إذا رعف عليك الباب. بواحد من غير استئذان ولا تحية من تحايي إسلام ولا جاهلية، وهو ممن سمع ما أنزل الله فيه، وما قال رسول الله ( ﷺ )، ولكن أين الأذن الواعية ؟ وفي قراءة عبد الله :( حتى تسلموا على أهلها وتستأذنوا ). وعن ابن عباس وسعيد بن جبير : إنما هو حتى تستأذنوا، فأخطأ الكاتب. ولا يعوّل على هذه الرواية. وفي قراءة أبيّ :( حتى تستأذنوا ) ) ذالِكُمْ ( الاستئذان والتسليم ) خَيْرٌ لَّكُمْ ( من تحية الجاهلية والدمور وهو الدخول بغير إذن واشتقاقه من الدمار وهو الهلاك، كأن صاحبه دامر لعظم ما ارتكب. وفي الحديث :
( ٧٤٤ ) ( من سبقت عينه استئذانه فقد دمر ). وروي :
( ٧٤٥ ) أنّ رجلاً قال للنبي ( ﷺ ) : أأستأذن على أمي ؟ قالَ :( نعم )، قالَ : إنها ليس لها خادمٌ غيري، أأستأذن عليها كلما دخلْتُ ؟ قالَ :( أتحبُّ أن تَراها عريانةً ) قالَ الرجل : لاَ. قال :( فاستأذن ). ) لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ( أي أنزل عليكم. أو قيل : لكم هذا إرادة أن تذكروا وتتعظوا وتتعلموا بما أمرتم به في باب الاستئذان.
) فَإِن لَّمْ تَجِدُواْ فِيهَآ أَحَداً فَلاَ تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمُ وَإِن قِيلَ لَكُمْ ارْجِعُواْ فَارْجِعُواْ هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (
النور :( ٢٨ ) فإن لم تجدوا.....
يحتمل ) فَإِن لَّمْ تَجِدُواْ فِيهَا أَحَداً ( من الآذنين ) فَلاَ تَدْخُلُوهَا ( واصبروا حتى تجدوا من يأذن لكم. ويحتمل : فإن لم تجدوا فيها أحداً من أهلها ولكم فيها حاجة فلا تدخلوها إلاّ بإذن أهلها، وذلك أنّ الاستئذان لم يشرع لئلا يطلع الدامر على عورة، ولا