" صفحة رقم ٢٣٨ "
نهين عن إظهار الحلي، علم بذلك أن النهي عن إظهار مواضع الحلي أبلغ وأبلغ. أوامر الله ونواهيه في كل باب لا يكاد العبد الضعيف يقدر على مراعاتها. وإن ضبط نفسه واجتهد، ولا يخلو من تقصير يقع منه، فلذلك وصّى المؤمنين جميعاً بالتوبة والاستغفار، وبتأميل الفلاح، إذا تابوا واستغفروا. وعن ابن عباس رضي الله عنهما : توبوا مما كنتم تفعلونه في الجاهلية ؛ لعلكم تسعدون في الدنيا والآخرة فإن قلت : قد صحت التوبة بالإسلام، والإسلام يجبّ ما قبله، فما معنى هذه التوبة ؟ قلت : أراد بها ما يقوله العلماء : إن من أذنب ذنباً ثم تاب عنه، يلزمه كلما تذكره أن يجد عنه التوبة لأنه يلزمه أن يستمر على ندمه وعزمه إلى أن يلقى ربه. وقرىء :( أيه المؤمنون )، بضم الهاء، ووجهه أنها كانت مفتوحة لوقوعها قبل الألف، فلما سقطت الألف لالتقاء الساكنين أتبعت حركتها حركة ما قبلها.
) وَأَنْكِحُواْ الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِن يَكُونُواْ فُقَرَآءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (
النور :( ٣٢ ) وأنكحوا الأيامى منكم.....
) الأَيَامَى ( واليتامى : أصلهما أيائم ويتائم، فقلبا، والأيم : للرجل والمرأة، وقد آم وآمت وتأيماً : إذا لم يتزوجا بكرين كانا أو ثيبين. قال : فَإنْ تَنْكِحِي أَنْكِحْ وَإنْ تَتَأَيَّمِي
وَإنْ كُنْتُ أَفتَى مِنْكُمْ أَتَأَيَّمُ
وعن رسول الله ( ﷺ ) :( اللَّهم إنّا نعوذُ بِكَ مِنَ العيمةِ والغيمةِ والأيمةِ والكزمِ والقرمِ )، والمراد : أنكحوا من تأيم منكم من الأحرار والحرائر، ومن كان فيه صلاح من غلمانكم وجواريكم. وقرىء :( من عبيدكم ) وهذا الأمر للندب لما علم من أنّ النكاح أمر


الصفحة التالية
Icon