" صفحة رقم ٢٩٠ "
حين سئل عن بئر بضاعة فقال :
( ٧٧٧ ) ( الماء طهور لا ينجسه شيء إلاّ ما غير لونه أو طعمه أو ريحه ) ؟ قلت : قال الواقدي : كان بئر بضاعة طريقاً للماء إلى البساتين.
) لِّنُحْيِىَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً وَنُسْقِيَهِ مِمَّا خَلَقْنَآ أَنْعَاماً وَأَنَاسِىَّ كَثِيراً (
الفرقان :( ٤٩ ) لنحيي به بلدة.....
وإنما قال :) مَيْتًا ( لأنّ البلدة في معنى البلد في قوله :) فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَّيّتٍ ( ( فاطر : ٩ )، وأنه غير جار على الفعل كفعول ومفعال ومفعيل. وقرىء :( نسقيه ) بالفتح. وسقى، وأسقى : لغتان. وقيل : أسقاه : جعل له سقياً. الأناسي : جمع إنسي أو إنسان. ونحوه ظرابي في ظربان، على قلب النون ياء، والأصل : أناسين وظرابين. وقرىء بالتخفيف بحذف ياء أفاعيل، كقولك : أناعم، في : أناعيم. فإن قلت : إنزال الماء موصوفاً بالطهارة وتعليله بالإحياء والسقي يؤذن بأن الطهارة شرط في صحة ذلك، كما تقول : حملتي الأمير على فرس جواد لأصيد عليه الوحش. قلت : لما كان سقي الأناسي من جملة ما أنزل له الماء، وصفه بالطهور إكراماً لهم، وتتميماً للمنة عليهم، وبياناً أن من حقهم حين أراد الله لهم الطهارة وأرادهم أن يؤثروها في بواطنهم ثم في ظواهرهم، وأن يربئوا بأنفسهم عن مخالطة القاذورات كلها كما ربأ بهم ربهم. فإن قلت : لم خصّ