" صفحة رقم ٢٩٦ "
بَرْدَى يُصَفِّقُ بِالرَّحِيقِ السَّلْسَلِ ;
يريد : ماء بردى، ولا يبعد أن يكون القمر بمعنى القمر ؛ كالرشد والرشد، والعرب والعرب.
) وَهُوَ الَّذِى جَعَلَ الَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً (
الفرقان :( ٦٢ ) وهو الذي جعل.....
الخلفة من خلف، كالركبة من ركب. وهي الحالة التي يخلف عليها الليل والنهار كلّ واحد منهما الآخر. والمعنى : جعلهما ذوي خلفة، أي : ذوي عقبة، أي : يعقب هذا ذاك وذاك هذا. ويقال : الليل والنهار يختلفان، كما يقال : يعتقبان. ومنه قوله :) وَاخْتِلَافِ الَّيْلِ وَالنَّهَارِ ( ( البقرة : ١٦٤ )، ( آل عمران : ١٩٠ )، ( الجاثية : ٥ ) ويقال : بفلان خلفة واختلاف. إذا اختلف كثيراً إلى متبرّزه. وقرىء :( يذكر ) و ( يذكر ). وعن أبيّ بن كعب رضي الله عنه : يتذكر. والمعنى لينظر في اختلافهما الناظر، فيعلم أن لا بدّ لانتقالهما من حال إلى حال، وتغيرهما من ناقل مغير. ويستدلّ بذلك على عظم قدرته، ويشكر الشاكر على النعمة فيهما من السكون بالليل والتصرف بالنهار، كما قال عزّ وعلا :) وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ الَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَلِتَبتَغُواْ مِن فَضْلِهِ ( ( القصص : ٧٣ ) أو ليكونا وقتين للمتذكرين والشاكرين، من فاته في أحدهما ورده من العبادة قام به في الآخر. وعن الحسن رضي الله عنه : من فاته عمله من التذكر والشكر بالنهار كان له في الليل مستعتب. ومن فاته بالليل : كان له في النهار مستعتب.
) وَعِبَادُ الرَّحْمَانِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الاٌّ رْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُواْ سَلاَماً (
الفرقان :( ٦٣ ) وعباد الرحمن الذين.....
) وَعِبَادُ الرَّحْمَانِ ( مبتدأ خبره في آخر السورة، كأنه قيل : وعباد الرحمن الذين هذه صفاتهم أولئك يجزون الغرفة. ويجوز أن يكون خبره ) الَّذِينَ يَمْشُونَ ( وأضافهم إلى الرحمن تخصيصاً وتفضيلاً. وقرىء :( وعباد الرحمن ) وقرىء :( يمشون ) ) هَوْناً ( حال، أو صفة للمشي، بمعنى : هينين. أو : مشياً هيناً ؛ إلا أنّ في وضع المصدر موضع الصفة مبالغة. والهون : الرفق واللين. ومنه الحديث :
( ٧٧٨ ) ( أحب حبيبك هوناً مّا ) وقوله :