" صفحة رقم ٢٩٧ "
( ٨٧٩ ) ( المؤمنون هينون لينون ) والمثل : إذا عزّ أخوك فهن. ومعناه : إذا عاسر فياسر. والمعنى : أنهم يمشون بسكينة ووقار وتواضع، لا يضربون بأقدامهم ولا يخفقون بنعالهم أشراً وبطراً، ولذلك كره بعض العلماء الركوب في الأسواق، ولقوله :) وَيَمْشُونَ فِى الاْسْوَاقِ ( ( الفرقان : ٢٠ ). ) سَلاَماً ( تسلماً منكم لانجاهلكم، ومتاركة لا خير بيننا ولا شرّ، أي : نتسلم منكم تسلماً، فأقيم السلام مقام التسلم. وقيل : قالوا : سداداً من القول يسلمون فيه من الإيذاء، والإثم. والمراد بالجهل : السفه وقلة الأدب وسوء الرعة، من قوله : أَلاَ يَجْهَلنْ أَحَدٌ عَلَيْنَا
فَنَجْهَلَ فَوْقَ جَهْلِ الْجَاهِلِينَا
وعن أبي العالية : نسختها آية القتال، ولا حاجة إلى ذلك، لأنّ الإغضاء عن السفهاء وترك المقابلة مستحسن في الأدب والمروءة والشريعة، وأسلم للعرض والورع.