" صفحة رقم ٣٣١ "
بالنجوم في أسفارهم. فاتخذوا في طرقهم أعلاماً طوالاً فعبثوا بذلك، لأنهم كانوا مستغنين عنها بالنجوم. وعن مجاهد : بنو بكل ريع بروج الحمام. والمصانع : مآخذ الماء. وقيل : القصور المشيدة والحصون ) لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ ( ترجون الخلود في الدنيا. أو تشبه حالكم حال من يخلد. وفي حرف أبيّ : كأنكم. وقرىء :( تخلدون ) بضم التاء مخففاً ومشدداً ) وَإِذَا بَطَشْتُمْ ( بسوط أو سيف كان ذلك ظلماً وعلواً، وقيل : الجبار الذي يقتل ويضرب على الغضب. وعن الحسن : تبادرون تعجيل العذاب، لا تتثبتون متفكرين في العواقب.
) وَاتَّقُواْ الَّذِى أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ إِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (
الشعراء :( ١٣٢ ) واتقوا الذي أمدكم.....
بالغ في تنبيههم على نعم الله، حيث أجملها ثم فصلها مستشهداً بعلمهم، وذلك أنه أيقظهم عن سنة غفلتهم عنها حين قال :) أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ ( ثم عدّدها عليهم وعرّفهم المنعم بتعديد ما يعلمون من نعمته، وأنه كما قدر أن يتفضل عليكم بهذه النعمة، فهو قادر على الثواب والعقاب، فاتقوه. ونحوه قوله تعالى :) وَيُحَذّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءوفُ بِالْعِبَادِ ( ( آل عمران : ٣٠ ). فإن قلت : كيف قرن البنين بالأنعام ؟ قلت : هم الذين يعينونهم على حفظها والقيام عليها.
) قَالُواْ سَوَآءٌ عَلَيْنَآ أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِّنَ الْوَاعِظِينَ إِنْ هَاذَا إِلاَّ خُلُقُ الاٌّ وَّلِينَ وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِى ذَلِكَ لأَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (
الشعراء :( ١٣٦ ) قالوا سواء علينا.....
فإن قلت : لو قيل :) أَوَعَظْتَ ( أو لم تعظ، كان أخصر. والمعنى واحد. قلت : ليس المعنى بواحد وبينهما فرق، لأنّ المراد : سواء علينا أفعلت هذا الفعل الذي هو الوعظ، أو لم تكن أصلاً من أهله ومباشريه، فهو أبلغ في قلة اعتدادهم بوعظه من قولك : أم لم تعظ. من قرأ : خلق الأوّلين بالفتح، فمعناه : أنّ ما جئت به اختلاق


الصفحة التالية
Icon