" صفحة رقم ٣٣٣ "
في أن وهب لهم أجود النخل وأنفعه. لأنّ الإناث ولادة التمر، والبرني : أجود التمر وأطيبه ويجوز أن يريد أن نخيلهم أصابت جودة المنابت وسعة الماء، وسلمت من العاهات، فحملت الحمل الكثير، وإذا كثر الحمل هضم، وإذا قل جاء فاخراً. وقيل : الهضيم : اللين النضيج، كأنه قال : ونخل قد أرطب ثمره. قرأ الحسن :( وتنحتون ) بفتح الحاء. وقرىء :( فرهين )، وفارهين. والفراهة : الكيس والنشاط. ومنه : خيل فرهة، استعير لامتثال الأمر، وارتسامه طاعة الآمر المطاع. أو جعل الأمر مطاعاً على المجاز الحكمي، والمراد الآمر. ومنه قولهم : لك عليّ إمرة مطاعة. وقوله تعالى :) وَأَطِيعُواْ أَمْرِى ( ( طه : ٩٠ ). فإن قلت : ما فائدة قوله :) وَلاَ يُصْلِحُونَ ( ؟ قلت : فائدته أنّ فسادهم فساد مصمت ليس معه شيء من الصلاح، كما تكون حال بعض المفسدين مخلوطة ببعض الصلاح.
) قَالُواْ إِنَّمَآ أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ مَآ أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِأايَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (
الشعراء :( ١٥٣ ) قالوا إنما أنت.....
المسحر : الذي سحر كثيراً حتى غلب على عقله. وقيل : هو من السحر الرئة، وأنه بشر.
) قَالَ هَاذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (
الشعراء :( ١٥٥ ) قال هذه ناقة.....
الشرب : النصيب من الماء، نحو السقي والقيت، للحظ من السقي والقوت، وقرىء : بالضم. روي أنهم قالوا : نريد ناقة عشراء تخرج من هذه الصخرة، فتلد سقبا. فقعد صالح يتفكر، فقال له جبريل عليه السلام : صل ركعتين وسل ربك الناقة، ففعل، فخرجت الناقة وبركت بين أيديهم ونتجت سقبا مثلها في العظم. وعن أبي موسى : رأيت مصدرها فإذا هو ستون ذراعاً. وعن قتادة : إذا كان يوم شربها شربت ماءهم كله، ولهم شرب يوم لا تشرب فيه الماء ) بِسُوء ( بضرب أو عقر أو غير ذلك. عظم اليوم لحلول العذاب فيه ووصف اليوم به أبلغ من وصف العذاب، لأن الوقت إذا عظم بسببه كان موقعه من العظم أشد.
) فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُواْ نَادِمِينَ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِى ذَلِكَ لأَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ( ٧ )
الشعراء :( ١٥٧ ) فعقروها فأصبحوا نادمين