" صفحة رقم ٣٣٤ "
وروي أن مسطعا ألجأها إلى مضيق في شعب، فرماها بسهم فأصاب رجلها فسقطت : ثم ضربها قدار. وروي أنّ عاقرها قال : لا أعقرها حتى ترضوا أجمعين، فكانوا يدخلون على المرأة في خدرها فيقولون : أترضين ؟ فتقول : نعم، وكذلك صبيانهم. فإن قلت : لم أخذهم العذاب وقد ندموا ؟ قلت : لم يكن ندمهم ندم تائبين، ولكن ندم خائفين أن يعاقبوا على العقر عقاباً عاجلاً، كمن يرى في بعض الأمور رأياً فاسداً ويبني عليه، ثم يندم ويتحسر كندامة الكسعيّ أو ندموا ندم تائبين ولكن في غير وقت التوبة، وذلك عند معاينة العذاب. وقال الله تعالى :) وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيّئَاتِ ( الآية ( التوبة : ١٨ ). وقيل : كانت ندامتهم على ترك الولد، وهو بعيد. واللام في العذاب : إشارة إلى عذاب يوم عظيم.
) كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ إِنِّى لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ (
الشعراء :( ١٦٠ ) كذبت قوم لوط.....
أراد بالعالمين : الناس : أي : أتأتون من بين أولاد آدم عليه السلام على فرط كثرتهم وتفاوت أجناسهم وغلبة إناثهم على ذكورهم في الكثرة ذكرانهم ؛ كأن الإناث قد أعوزتكم. أو أتأتون أنتم من بين من عداكم من العالمين الذكران، يعني أنكم يا قوم لوط وحدكم مختصون بهذه الفاحشة. والعالمون على هذا القول : كل ما ينكح من الحيوان ) مّنْ أَزْواجِكُمْ ( يصلح أن يكون تبييناً لما خلق، وأن يكون للتبعيض، ويراد بما


الصفحة التالية
Icon