" صفحة رقم ٣٩٢ "
وإسرافيل، وملك الموت عليهم السلام. وقيل : الشهداء. وعن الضحاك : الحور، وخزنة النار، وحملة العرش. وعن جابر : منهم موسى عليه السلام، لأنه صعق مرّة. ومثله قوله تعالى :) وَنُفِخَ فِى الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِى السَّمَاواتِ وَمَن فِى الاْرْضِ إِلاَّ مَن شَاء اللَّهُ ( ( الزمر : ٦٨ ). وقرىء :( أتوه ). ( وأتاه ) ( ودخرين )، فالجمع على المعنى والتوحيد على اللفظ. والداخر والدخر : الصاغر. وقيل : مع الإتيان حضورهم الموقف بعد النفخة الثانية. ويجوز أن يراد رجوعهم إلى أمره وانقيادهم له.
) وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِىَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِى أَتْقَنَ كُلَّ شَىْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُمْ مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ ءَامِنُونَ وَمَن جَآءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِى النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (
النمل :( ٨٨ ) وترى الجبال تحسبها.....
) جَامِدَةً ( من جمد في مكانه إذا لم يبرح. تجمع الجبال فتسير كما تسير الريح السحاب، فإذا نظر إليها الناظر حسبها واقفه ثابتة في مكان واحد ) وَهِىَ تَمُرُّ ( مرّاً حثيثاً كما يمر السحاب. وهكذا الأجرام العظام المتكاثرة العدد : إذا تحرّكت لا تكاد تتبين حركتها، كما قال النابغة في صفة جيش : بِأَرْعَنَ مِثْلِ الطَّوْدِ تَحْسَبُ أَنَّهُم
وُقُوفٌ لِحَاجٍ وَالرِّكَابُ تِهَمْلَجُ
) صُنْعَ اللَّهِ ( من المصادر المؤكدة، كقوله :) وَعَدَ اللَّهُ ( ( النساء : ٩٥ ) وغيرها. و ) صِبْغَةَ اللَّهِ ( ( البقرة : ١٣٨ ) إلا أن مؤكده محذوف، وهو الناصب ليوم ينفخ، والمعنى : ويوم ينفخ في الصور وكان كيت وكيت أثاب الله المحسنين وعاقب المجرمين، ثم قال : صنع الله، يريد به : الإثابة والمعاقبة. وجعل هذا الصنع من جملة الأشياء التي أتقنها وأتى بها على الحكمة والصواب، حيث قال : صنع الله ) الَّذِى أَتْقَنَ كُلَّ شَىْء ( يعني أن مقابلته الحسنة بالثواب والسيئة بالعقاب : من جملة إحكامه للأشياء وإتقانه لها، وإجزائه لها على قضايا الحكمة أنه عالم بما يفعل العباد وبما يستوجبون عليه، فيكافئهم على حسب ذلك. ثم لخص ذلك بقوله :) مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ ( إلى آخر الآيتين، فانظر إلى بلاغة هذا الكلام، وحسن نظمه وترتيبه، ومكانة إضماده، ورصانة تفسيره وأخذ بعضه بحجزة بعض، كأنما أفرغ إفراغاً واحداً ولأمر مّا أعجز القوي وأخرى الشقاشق. ونحو


الصفحة التالية
Icon