" صفحة رقم ٤١٤ "
اسم لما يدفأ به. قال سلامة بن جندل : وَرِدْئي كُلُّ أبْيَضَ مَشْرَفِي
شَحِيذِ الْحَدِّ عَضْبٍ ذِي فُلُولِ
وقرىء :( رداً ) على التخفيف، كما قرىء ( الخب ) ) رِدْءاً يُصَدّقُنِى ( بالرفع والجزم صفة وجواب، ونحو ) وَلِيّاً يَرِثُنِى ( سواء. فإن قلت : تصديق أخيه ما الفائدة فيه ؟ قلت : ليس الغرض بتصديقه أن يقول له : صدقت، أو يقول للناس : صدق موسى، وإنما هو أن يلخص بلسانه الحق، ويبسط القول فيه، ويجادل به الكفار، كما يفعل الرجل المنطيق ذو العارضة، فذلك جار مجرى التصديق المفيد، كما يصدّق القول بالبرهان. ألا ترى إلى قوله :) وَأَخِى هَرُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنّى لِسَاناً فَأَرْسِلْهِ مَعِىَ (، وفضل الفصاحة إنما يحتاج إليه لذلك، لا لقوله : صدقت، فإنّ سحبان وباقلا يستويان فيه، أو يصل جناح كلامه بالبيان، حتى يصدّقه الذي يخاف تكذيبه، فأسند التصديق إلى هرون، لأنه السبب فيه إسناداً مجازياً. ومعنى الإسناد المجازي : أن التصديق حقيقة في المصدّق، فإسناده إليه حقيقة وليس في السبب تصديق، ولكن استعير له الإسناد لأنه لابس التصديق بالتسبب كما لابسه الفاعل بالمباشرة. والدليل على هذا الوجه قوله :) إِنّى أَخَافُ أَن يُكَذّبُونِ ( وقراءة من قرأ :( ردءا يصدقوني ). وفيها تقوية للقراءة بجزم يصدقني.
) قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً فَلاَ يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِأايَاتِنَآ أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ (
القصص :( ٣٥ ) قال سنشد عضدك.....
العضد : قوام اليد، وبشدّتها تشتد. قال طرفة : أَبَنِي لُبَينَي لَسْتُمُو بِيَد
إِلاَّ يَداً لَيْسَتْ لَهَا عَضُدُ
ويقال في دعاء الخير : شدّ الله عضدك. وفي ضده ؛ فت الله في عضدك. ومعنى ) سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ ( سنقويك به ونعينك، فأمّا أن يكون ذلك لأن اليد تشتد بشدة العضد. والجملة تقوى بشدة اليد على مزاولة الأمور. وإمّا لأنّ الرجل شبة باليد في


الصفحة التالية
Icon