" صفحة رقم ٤٥٤ "
فيصيبكم ببلاء يظهر من الأرض أو ينزل من السماء.
) وَالَّذِينَ كَفَرُواْ بِأايَاتِ اللَّهِ وَلِقَآئِهِ أُوْلَائِكَ يَئِسُواْ مِن رَّحْمَتِى وَأُوْلَائِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (
العنكبوت :( ٢٣ ) والذين كفروا بآيات.....
) بِأايَاتِ اللَّهِ ( بدلائله على وحدانيته وكتبه ومعجزاته ولقائه والبعث ) يَئِسُواْ مِن رَّحْمَتِى ( وعيد، أي ييأسون يوم القيامة، كقوله :) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ ( ( الروم : ١٢ ). أو هو وصف لحالهم ؛ لأنّ المؤمن إنما يكون راجياً خاشياً، فأما الكافر فلا يخطر بباله رجاء ولا خوف. أو شبه حالهم في انتفاء الرحمة عنهم بحال من يئس من الرحمة : وعن قتادة رضي الله عنه. إن الله ذمّ قوماً هانوا عليه فقال :) أُوْلَئِكَ يَئِسُواْ مِن رَّحْمَتِى ( وقال :) يبَنِىَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَايْئَسُواْ مِن ( ( يوسف : ٨٧ ) فينبغي للمؤمن أن لا ييأس من روح الله ولا من رحمته، وأن لا يأمن عذابه وعقابه صفة المؤمن أن يكون راجياً لله عز وجل خائفاً.
) فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِى ذالِكَ لاّيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (
العنكبوت :( ٢٤ ) فما كان جواب.....
قرىء :( جواب قدمه ) بالنصب والرفع ) قَالُواْ ( قال بعضهم لبعض. أو قاله واحد منهم وكان الباقون راضين، فكانوا جميعاً في حكم القائلين. وروي أنه لم ينتفع في ذلك اليوم بالنار، نعني : يوم ألقي إبراهيم في النار، وذلك لذهاب حرّها.
) وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِى الْحَيَواةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِّن نَّاصِرِينَ (
العنكبوت :( ٢٥ ) وقال إنما اتخذتم.....
قرىء على النصب بغير إضافة وبإضافة، وعلى الرفع كذلك، فالنصب على وجهين : على التعليل، أي لتتوادّوا بينكم وتتواصلوا، لاجتماعكم على عبادتها واتفاقكم عليها وائتلافكم، كما يتفق الناس على مذهب فيكون ذلك سبب تحابهم وتصادقهم. وأن يكون مفعولاً ثانياً، كقوله :) اتَّخَذَ إِلَاهَهُ هَوَاهُ ( ( الفرقان : ٤٣ )، ( الجاثية : ٢٣ ) أي اتخذتم الأوثان سبب المودّة بينكم، على تقدير حذف المضاف. أو اتخذتموها مودّة بينكم، بمعنى مودودة بينكم، كقوله تعالى :) وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبّ اللَّهِ ( ( البقرة : ١٦٥ ) وفي الرفع وجهان : أن يكون خبراً لأنّ على أن ما موصولة. وأن يكون خبر مبتدأ محذوف. والمعنى : أنّ الأوثان مودّة بينكم، أي :


الصفحة التالية
Icon