" صفحة رقم ٤٥٥ "
مودودة، أو سبب مودّة. وعن عاصم : مودّة بينكم : بفتح بينكم مع الإضافة، كما قرىء :) لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ ( ( الأنعام : ٩٤ ) ففتح وهو فاعل. وقرأ ابن مسعود رضي الله عنه : أوثاناً إنما مودّة بينكم في الحياة الدنيا، أي : إنما تتوادّون عليها، أو تودّونها في الحياة الدنيا ) ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ( يقوم بينكم التلاعن والتباغض والتعادي : يتلاعن العبدة. ويتلاعن العبدة والأصنام، كقوله تعالى :) وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً ( ( مريم : ٨٢ ).
) فَأامَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّى مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّى إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (
العنكبوت :( ٢٦ ) فآمن له لوط.....
كان لوط ابن أخت إبراهيم عليهما السلام، وهو أول من آمن له حين رأى النار لم تحرقه ) وَقَالَ ( يعني إبراهيم ) إِنّى مُهَاجِرٌ ( من ( كوثى ) وهي من سواد الكوفة إلى ( حرّان ) ثم منها إلى فلسطين، ومن ثمة قالوا : لكل نبي هجرة ولإبراهيم هجرتان، وكان معه في هجرته : لوط، وامرأته سارة، وهاجر وهو ابن خمس وسبعين سنة ) إِلَى رَبّى ( إلى حيث أمرني بالهجرة إليه ) إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ ( الذي يمنعني من أعدائي ) الْحَكِيمُ ( الذي لا يأمرني إلا بما هو مصلحتي.
) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِى ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَءَاتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِى الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِى لاٌّ خِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (
العنكبوت :( ٢٧ ) ووهبنا له إسحاق.....
) أَجْرُهُ ( الثناء الحسن، والصلاة عليه آخر الدهر والدرية الطيبة والنبوّة، وأن أهل الملل كلهم يتولونه. فإن قلت : ما بال إسماعيل عليه السلام لم يذكر، وذكر إسحق وعقبه ؟ قلت : قد دلّ عليه في قوله :) وَجَعَلْنَا فِى ذُرّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ ( وكفى الدليل لشهرة أمره وعلوِّ قدره. فإن قلت : ما المراد بالكتاب ؟ قلت : قصد به جنس الكتاب، حتى دخل تحته ما نزل على ذريّته من الكتب الأربعة : التي هي التوراة والزبور والإنجيل والقرآن ؟
) وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِى نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ قَالَ رَبِّ انصُرْنِى عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (
العنكبوت :( ٢٨ ) ولوطا إذ قال.....
) وَلُوطاً ( معطوف على إبراهيم، أو على ما عطف عليه. و ) الْفَاحِشَةُ ( الفعلة البالغة في القبح. و ) مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مّن الْعَالَمِينَ ( جملة مستأنفة مقررة لفحاشة تلك الفعلة، كأن قائلاً قال : لم كانت فاحشة ؟ فقيل له : لأن أحداً قبلهم لم يقدم


الصفحة التالية
Icon