" صفحة رقم ٤٦٣ "
قلت : ما فائدة قوله :) بِيَمِينِكَ ( قلت ذكر اليمين وهي الجارحة التي يزاول بها الخط : زيادة تصوير لما نفى عنه من كونه كاتباً. ألا ترى أنك إذا قلت في الإثبات ؛ رأيت الأمير يخط هذا الكتاب بيمينه، كان أشد لإثباتك أنه تولى كتبته، فكذلك النفي ) بَلِ ( القرآن ) بَيّنَاتٌ فِى صُدُورِ الَّذِينَ ( العلماء به وحفاظه، وهما من خصائص القرآن : كون آياته بينات الإعجاز، وكونه محفوظاً في الصدور يتلوه أكثر الأمة ظاهراً : بخلاف سائر الكتب، فإنها لم تكن معجزات، وما كانت تقرأ إلا من المصاحف. ومنه ما جاء في صفة هذه الأمة
( ٨٣١ ) ( صدورهم أناجيلهم ) ) وَمَا يَجْحَدُ ( بآيات الله الواضحة، إلا المتوغلون في الظلم المكابرون.
) وَقَالُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ ءايَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الاٌّ يَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِى ذالِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً يَعْلَمُ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ وَالَّذِينَ ءامَنُواْ بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُواْ بِاللَّهِ أُوْلَائِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (
العنكبوت :( ٥٠ ) وقالوا لولا أنزل.....
قرىء ( آية ) و ( آيات ) أرادوا : هلا أنزل عليه آية مثل ناقة صالح ومائدة عيسى عليهما السلام ونحو ذلك ) إِنَّمَا الاْيَاتُ عِندَ اللَّهِ ( ينزل أيتها شاء، ولو شاء أن ينزل ما تقترحونه لفعل ) وَإِنَّمَا أَنَاْ نَذِيرٌ ( كلفت الإنذار وإبانته بما أعطيت من الآيات، وليس لي أن أتخير على الله آياته فأقول : أنزل عليّ آية كذا دون آية كذا، مع علمي أنّ الغرض من الآية ثبوت الدلالة، والآيات كلها في حكم آية واحدة في ذلك، ثم قال :) أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ ( آية مغنية عن سائر الآيات إن كانوا طالبين للحق غير متعنتين هذا القرآن الذي تدوم تلاوته عليهم في كل مكان وزمان فلا يزال معهم آية ثابتة لا تزول ولا تضمحلّ. كما تزول كل آية بعد كونها، وتكون في مكان دون مكان. إنّ في مثل هذه الآية الموجودة في كل مكان وزمان إلى آخر الدهر ) لَرَحْمَةً ( لنعمة عظيمة لا تشكر. وتذكرة ) لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ( وقيل : أولم يكفهم، يعني اليهود : أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم بتحقيق ما في أيديهم من نعتك ونعت دينك. وقيل :