" صفحة رقم ٤٦٤ "
( ٨٣٢ ) إنّ ناساً من المسلمين أتوا رسول الله ( ﷺ ) بكتف قد كتبوا فيها بعض ما يقود اليهود، فلما أن نظر إليها ألقاها وقال : كفى بها حماقة قوم أو ضلالة قوم أن يرغبوا عما جاءهم به نبيهم إلى ما جاء به غير نبيهم، فنزلت. والوجه ما ذكرناه ) كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً ( أني قد بلغتكم ما أرسلت به إليكم وأنذرتكم، وأنكم قابلتموني بالجحد والتكذيب ) يَعْلَمُ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ ( فهو مطلع على أمري وأمركم، وعالم بحقي وباطلكم ) وَالَّذِينَ ءامَنُواْ بِالْبَاطِلِ ( منكم وهو ما تعبدون من دون الله ) وَكَفَرُواْ بِاللَّهِ ( وآياته ) أُولَائِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ( المغبونون في صفقتهم حيث اشتروا الكفر بالإيمان، إلا أن الكلام ورد مورد الإنصاف، كقوله :) وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِى ضَلَالٍ مُّبِينٍ ( ( سبأ : ٢٤ ) وكقول حسان : فَشَرُّكُمَا لِخَيْرِكُمَا الْفِدَاءُ ;
وروي أنّ كعب بن الأشرف وأصحابه قالوا : يا محمد، من يشهد لك بأنك رسول الله، فنزلت.
) وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلاَ أَجَلٌ مُّسَمًّى لَّجَآءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيِقُولُ ذُوقُواْ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (
العنكبوت :( ٥٣ ) ويستعجلونك بالعذاب ولولا.....
كان استعجال العذاب استهزاء منهم وتكذيباً، والنضر بن الحرث هو الذي قال : اللَّهم أمطر علينا حجارة من السماء، كما قال أصحاب الأيكة : فأسقط علينا كسفاً من السماء ) وَلَوْلاَ أَجَلٌ ( قد سماه الله وبينه في اللوح لعذابهم، وأوجبت الحكمة تأخيره إلى ذلك الأجل المسمى ) لَّجَاءهُمُ الْعَذَابُ ( عاجلاً. والمراد بالأجل : الآخرة، لما روي
( ٨٣٣ ) أنّ الله تعالى وعد رسول الله ( ﷺ ) أن لا يعذب قومه ولا يستأصلهم، وأن يؤخر عذابهم إلى يوم القيامة. وقيل : يوم بدر. وقيل : وقت فنائهم بآجالهم ) لَمُحِيطَةٌ (


الصفحة التالية
Icon