" صفحة رقم ٤٧٧ "
يا رسولَ اللَّهِ، هل في الجنةِ من سماع ؟ قالَ :( نعم يا أَعرابي، إنّ في الجنة لنهراً حافتاه الأبكار من كلِّ بيضاء خوصانية، يتغنين بأصواتٍ لم تسمعّ الخلائق بمثلها قط، فذلكَ أفضلَ نعم الجنة ) قال الراوي : فسألت أبا الدرداء : بم يتغنين ؟ قال : بالتسبيح. وروي :
( ٨٣٩ ) ( إنّ في الجنة لأشجاراً عليها أجراس من فضة، فإذا أراد أهل الجنة السماع بعث الله ريحاً من تحت العرش فتقع في تلك الأشجار، فتحرك تلك الأجراس بأصوات لو سمعها أهل الدنيا لماتوا طرباً ) ) مُحْضَرُونَ ( لا يغيبون عنه ولا يخفف عنهم، كقوله :) وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا ( ( المائدة : ٣٧ )، ) لاَ يُفَتَّرُ عَنْهُمْ ( ( الزخرف : ٧٥ ).
) فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ وَلَهُ الْحَمْدُ فِى السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ يُخْرِجُ الْحَىَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَىِّ وَيُحْىِ الاٌّ رْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (
الروم :( ١٧ ) فسبحان الله حين.....
لما ذكر الوعد والوعيد، أتبعه ذكر ما يوصل إلى الوعد وينجي من الوعيد والمراد بالتسبيح ظاهره الذي هو تنزيه الله من السوء والثناء عليه بالخير في هذه الأوقات لما يتجدّد فيها من نعمة الله الظاهرة. وقيل : الصلاة. وقيل لابن عباس رضي الله عنهما : هل تجد الصلوات الخمس في القرآن ؟ قال : نعم، وتلا هذه الآية ) تُمْسُونَ ( صلاتا المغرب والعشاء ) تُصْبِحُونَ ( صلاة الفجر ) وَعَشِيّاً ( صلاة العصر. و ) تُظْهِرُونَ ( صلاة الظهر. وقوله :) وَعَشِيّاً ( متصل بقوله :) حِينَ تُمْسُونَ ( وقوله :) وَلَهُ الْحَمْدُ فِى السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ ( اعتراض بينهما. ومعناه : إنّ على المميزين كلهم من أهل السماوات والأرض أن يحمدوه. فإن قلت : لم ذهب الحسن رحمه الله إلى أنّ هذه الآية مدنية ؟ قلت : لأنه كان يقول : فرضت الصلوات الخمس بالمدينة وكان الواجب بمكة ركعتين في غير وقت معلوم. والقول الأكثر أنّ الخمس إنما فرضت بمكة. وعن عائشة رضي الله عنها :