" صفحة رقم ٤٨٥ "
للعقل، مساوقاً للنظر الصحيح، حتى لو تركوا لما اختاروا عليه ديناً آخر، ومن غوى منهم فبإغواء شياطين الإنس والجن. ومنه قوله ( ﷺ ) :
( ٨٤٣ ) ( كل عبادي خلقت حنفاء فاجتالتهم الشياطين عن دينهم وأمروهم أن يشركوا بي غيري ) وقوله عليه السلام :
( ٨٤٤ ) ( كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه هما اللذان يهوّدانه وينصرانه )، ) لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ( أي ما ينبغي أن تبدّل تلك الفطرة أو تغير. فإن قلت : لم وحد الخطاب أولاً، ثم جمع ؟ قلت : خوطب رسول الله ( ﷺ ) أولاً، وخطاب الرسول خطاب لأمته مع ما فيه من التعظيم للإمام، ثم جمع بعد ذلك للبيان والتلخيص ) مِنَ الَّذِينَ ( بدل من المشركين ( فارقوا دينهم ) تركوا دين الإسلام. وقرىء :( فرّقوا دينهم ) بالتشديد، أي : حعلوه أدياناً مختلفة لاختلاف أهوائهم ) وَكَانُواْ شِيَعاً ( فرقاً، كل واحدة تشايع إمامها الذي أضلها ) كُلُّ حِزْبٍ ( منهم فرح بمذهبه مسرور، يحسب باطله حقاً ويجوز أن يكون ) مِنَ الَّذِينَ ( منقطعاً مما قبله، ومعناه : من المفارقين دينهم كل حزب فرحين بما لديهم، ولكنه رفع فرحون على الوصف لكل، كقوله : وَكُلُّ خَلِيلٍ غَيْرُ هَاضِمِ نَفْسِهِ ;
) وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْاْ رَبَّهُمْ مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَآ أَذَاقَهُمْ مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ لِيَكْفُرُواْ بِمَآ ءَاتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُواْ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (
الروم :( ٣٣ ) وإذا مس الناس.....
الضر : الشدّة من هزال أو مرض أو قحط أو غير ذلك. والرحمة : الخلاص من الشدّة. واللام في ) لِيَكْفُرُواْ ( مجاز مثلها في ) لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً ( ( القصص : ٨ ). ) فَتَمَتَّعُواْ ( نظير ) اعْمَلُواْ مَا شِئْتُمْ ( ( فصلت : ٤٠ ) ) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ( وبال تمتعكم. وقرأ ابن مسعود : وليتمتعوا.