" صفحة رقم ٤٨٧ "
) وَمَآ ءَاتَيْتُمْ مِّن رِّباً لِّيَرْبُوَاْ فِى أَمْوَالِ النَّاسِ فَلاَ يَرْبُواْ عِندَ اللَّهِ وَمَآ ءاتَيْتُمْ مِّن زَكَواةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَائِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ (
الروم :( ٣٩ ) وما آتيتم من.....
هذه الآية في معنى قوله تعالى :) يَمْحَقُ اللَّهُ الْرّبَوااْ وَيُرْبِى الصَّدَقَاتِ ( ( البقرة : ٢٧٨ ) سواء بسواء، يريد : وما أعطيتم أكلة الربا ) مّن رِباً لّيَرْبُوَاْ فِى ( أموالهم : ليزيد ويزكو في أموالهم، فلا يزكو عند الله ولا يبارك فيه ) وَمَا ءاتَيْتُمْ مّن رِباً ( أي صدقة تبتغون به وجهه خالصاً، لا تطلبون به مكافأة ولا رياء وسمعة ) فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ ( ذوو الإضعاف من الحسنات. ونظير المضعف : المقوى والموسر، لذي القوّة واليسار : وقرىء بفتح العين. وقيل نزلت في ثقيف، وكانوا يربون. وقيل : المراد أن يهب الرجل للرجل أو يهدي له، ليعوّضه أكثر مما وهب أو أهدى، فليست تلك الزيادة بحرام، ولكن المعوّض لا يثاب على تلك الزيادة. وقالوا : الربا ربوان : فالحرام : كل قرض يؤخذ فيه أكثر منه : أو يجرّ منفعة. والذي ليس بحرام : أن يستدعى بهبته أو بهديته أكثر منها. وفي الحديث : المستغزر يثاب من هبته وقرىء :( وما أتيتم من ربا ) بمعنى : وما غشيتموه أو رهقتموه من إعطاء ربا. وقرىء :( لتربوا )، أي : لتزيدوا في أموالهم، كقوله تعالى :) وَيُرْبِى الصَّدَقَاتِ ( أي يزيدها. وقوله تعالى :) فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ ( التفات حسن، كأنه قال لملائكته وخواص خلقه : فأولئك الذين يريدون وجه الله بصدقاتهم : هم المضعفون. فهو أمدح لهم من أن يقول : فأنتم المضعفون. والمعنى : المضعفون به، لأنه لا بد من ضمير يرجع إلى ما، ووجه آخر : وهو أن يكون تقديره : فمؤتوه أولئك هم المضعفون. والحذف لما في الكلام من الدليل عليه، وهذا أسهل مأخذاً، والأوّل أملأ بالفائدة.
) اللَّهُ الَّذِى خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُمْ مِّن شَىْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (
الروم :( ٤٠ ) الله الذي خلقكم.....
) اللَّهِ ( مبتدأ وخبره ) الَّذِى خَلَقَكُمْ ( أي الله هو فاعل هذه الأفعال الخاصة التي لا يقدر على شيء منها أحد غيره، ثم قال :) هَلْ مِن شُرَكَائِكُمْ ( الذين اتخذتموهم أنداداً له من الأصنام وغيرها ) مَن يَفْعَلُ ( شيئاً قط من تلك الأفعال ؛ حتى يصح ما ذهبتم إليه، ثم استبعد حاله من حال شركائهم. ويجوز أن يكون ) الَّذِى خَلَقَكُمْ ( صفة للمبتدأ، والخبر :