" صفحة رقم ٤٨٩ "
سبباً لذلك.
) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينَ الْقِيِّمِ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ يَوْمٌ لاَّ مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (
الروم :( ٤٣ ) فأقم وجهك للدين.....
القيم : البليغ الاستقامة الذي لا يتأتى فيه عوج ) مِنَ اللَّهِ ( إمّا أن يتعلق بيأتي، فيكون المعنى : من قبل أن يأتي من الله يوم لا يردّه أحد، كقوله تعالى :) فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا ( ( الأنبياء : ٤٠ ) أو بمردّ، على معنى : لا يردّه هو بعد أن يجيء به، ولا ردّ له من جهته. والمردّ : مصدر بمعنى الردّ ) يَصَّدَّعُونَ ( يتصدّعون : أي يتفرقون، كقوله تعالى :) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ ( ( الروم : ١٤ ).
) مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلاًّنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ لِيَجْزِىَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (
الروم :( ٤٤ ) من كفر فعليه.....
) فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ ( كلمة جامعة لما لا غاية وراءه من المضارّ. لأنّ من كان ضاره كفره ؛ فقد أحاطت به كلّ مضرّة ) فَلاِنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ ( أي يسوّون لأنفسهم ما يسوّيه لنفسه الذي يمهد فراشه ويوطئه، لئلا يصيبه في مضجعه ما ينبيه عليه وينغص عليه مرقده : من نتوء أو قضض أو بعض ما يؤذي الراقد. ويجوز أن يريد : فعلى أنفسهم يشفقون، من قولهم في المشفق : أمّ فرشت فأنامت. وتقديم الظرف في الموضعين للدلالة على أنّ ضرر الكفر لا يعود إلا على الكافر لا يتعدّاه. ومنفعة الإيمان والعمل الصالح : ترجع إلى المؤمن لا تتجاوزه ) لِيَجْزِىَ ( متعلق بيمهدون تعليل له ) مِن فَضْلِهِ ( مما يتفضل عليهم بعد توفية الواجب من الثواب ؛ وهذا يشبه الكناية، لأن الفضل تبع للثواب، فلا يكون إلا بعد حصول ما هو تبع له : أو أراد من عطائه وهو ثوابه ؛ لأن الفضول والفواضل هي الأعطية عند العرب. وتكرير ) الَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ( وترك الضمير إلى الصريح لتقرير أنه لا يفلح عنده إلا المؤمن الصالح. وقوله :) إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ( تقرير بعده تقرير، على الطرد والعكس.
) وَمِنْ ءَايَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِّن رَّحْمَتِهِ وَلِتَجْرِىَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (
الروم :( ٤٦ ) ومن آياته أن.....
) الرّيَاحِ ( هي الجنوب والشمال والصبا، وهي رياح الرحمة. وأما الدبور، فريح العذاب. ومنه قوله ( ﷺ ) :


الصفحة التالية
Icon