" صفحة رقم ٥٠١ "
عوداً على يده، وهو في موضع الحال. والمعنى : أنها تضعف ضعفاً فوق ضعف، أي : يتزايد ضعفها ويتضاعف ؛ لأنّ الحمل كلما ازداد وعظم، ازدادت ثقلاً وضعفاً. وقرىء :( وهنا على وهن ). بالتحريك عن أبي عمرو. يقال : وهن يوهن. ووهن يهن وقرىء :( وفصله ) ) أَنِ اشْكُرْ ( تفسير لوصينا ) مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ( أراد بنفي العمل به نفيه، أي : لا تشرك بي ما ليس بشيء، يريد الأصنام، كقوله تعالى :) مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ مِن شَىْء ( ( العنكبوت : ٤٢ ). ) مَّعْرُوفاً ( صحابا، أو مصاحباً معروفاً حسناً بخلق جميل وحلم واحتمال وبر وصلة، وما يقتضيه الكرم والمروءة ) وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَىَّ ( يريد : واتبع سبيل المؤمنين في دينك ولا تتبع سبيلهما فيه وإن كنت مأموراً بحسن مصاحبتهما في الدنيا ثم إليّ مرجعك ومرجعهما، فأجازيك على إيمانك وأجازيهما على كفرهما، علم بذلك حكم الدنيا وما يجب على الإنسان في صحبتهما ومعاشرتهما : من مراعاة حق الأبوة وتعظيمه، وما لهما من المواجب التي لا يسوغ الاخلال بها، ثم بين حكمهما وحالهما في الآخرة. وروي : أنها نزلت في سعد بن أبي وقاص وأمّه. وفي القصة : أنها مكثت ثلاثاً لا تطعم ولا تشرب حتى شجروا فاهاً بعود. وروي أنه قال : لو كانت لها سبعون نفساً فخرجت، لما ارتددت إلى الكفر. فإن قلت : هذا الكلام كيف وقع في أثناء وصية لقمان ؟ قلت : هو كلام اعترض به على سبيل الاستطراد، تأكيداً لما في وصية لقمان من النهي عن الشرك. فإن قلت : فقوله :) حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِى عَامَيْنِ ( كيف اعترض به بين المفسر والمفسر ؟ قلت : لما وصى بالوالدين : ذكر ما تكابده الأمّ وتعانيه من المشاق والمتاعب في حمله وفصاله هذه المدّة المتطاولة، إيجاباً للتوصية بالوالدة خصوصاً. وتذكيراً بحقها العظيم مفرداً، ومن ثمّ
( ٨٥٤ ) قال رسول الله ( ﷺ ) لمن قال له : من أبر ؟ ( أمّك ثم أمّك ثم أمّك ) ثم قال


الصفحة التالية
Icon