" صفحة رقم ٥١٠ "
قرىء :( الفلك ) بضم اللام. وكل فعل : يجوز فيه فعل، كما يجوز في كل فعل فعل، على مذهب التعويض. وبنعمات الله : بسكون العين. وعين فعلات يجوز فيها الفتح والكسر والسكون ) أَلَمْ تَرَ ( بإحسانه ورحمته ) صَبَّارٍ ( على بلائه ) شَكُورٍ ( لنعمائه، وهما صفتا المؤمن، فكأنه قال : إنّ في ذلك لآيات لكل مؤمن.
) وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُاْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِأايَاتِنَآ إِلاَّ كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ (
لقمان :( ٣٢ ) وإذا غشيهم موج.....
يرتفع الموج ويتراكب، فيعود مثل الظلل، والظلة : كل ما أظلك من جبل أو سحاب أو غيرهما وقريء : كالظلال، جمع ظلة. كقلة وقلال ) فَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ ( متوسط في الكفر والظلم، خفض من غلوائه، وانزجر بعض الانزجار. أو مقتصد في الإخلاص الذي كان عليه في البحر، يعني أنّ ذلك الإخلاص الحادث عن الخوف، لا يبقى لأحد قط، والمقتصد قليل نادر. وقيل : مؤمن قد ثبت على ما عاهد عليه الله في البحر. والخثر : أشد الغدر. ومنه قولهم : إنك لا تمدّ لنا شبراً من غدر إلا مددنا لك باعاً من ختر، قال : وَإِنَّكَ لَوْ رَأَيْتَ أَبَا عُمَيْر
مَلأْتَ يَدَيْكَ مِنْ غَدْرٍ وَخَتْرِ
) ياأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمْ وَاخْشَوْاْ يَوْماً لاَّ يَجْزِى وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلاَ مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَواةُ الدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ (
لقمان :( ٣٣ ) يا أيها الناس.....
) لاَّ يَجْزِى ( لا يقضي عنه شيئاً. ومنه قيل للمتقاضي : المتجازي. وفي الحديث في جذعة بن نيار :
( ٨٥٩ ) ( تجزِي عنكَ ولا تجزِي عنْ أحدٍ بعدَك ). وقرىء :( لا يجزىء ) لا يغني. يقال : أجزأت عنك مجزأ فلان. والمعنى : لا يجزى فيه، فحذف ) الْغُرُورِ ( الشيطان. وقيل : الدنيا وقيل : تمنيكم في المعصية المغفرة. وعن سعيد بن جبير رضي الله عنه : الغرّة بالله : أن يتمادى الرجل في المعصية ويتمنى على الله المغفرة. وقيل : ذكرك لحسناتك ونسيانك لسيئاتك غرة. وقرىء بضم الغين وهو مصدر غره غروراً، وجعل الغرور غارًّا، كما قيل : جدّ جدّه. أو أريد زينة الدنيا لأنها غرور. فإن قلت : قوله :) وَلاَ