" صفحة رقم ٥٢٠ "
( ٨٦٦ ) ( يقولُ اللَّهُ تعالَى : أعددتُ لعبادِي الصالحينَ ما لاَ عينُ رأتْ ولا أذنَ سمعَت ولا خطر على قلبِ بشرٍ، يَلْهَ ما أطلعتُهم عليهِ. اقرؤُوا إن شئتمُ : فلا تعلمُ نفسُ ما أخفيَ لهمُ منْ قرةِ أعينٍ ) وعن الحسن رضي الله عنه : أخفى القوم أعمالاً في الدنيا، فأخفى الله لهم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت.
) أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لاَّ يَسْتَوُونَ أَمَّا الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلاً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُواْ فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَآ أَرَادُواْ أَن يَخْرُجُواُ مِنْهَآ أُعِيدُواْ فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُواْ عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِّنَ الْعَذَابِ الاٌّ دْنَى دُونَ الْعَذَابِ الاٌّ كْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (
السجدة :( ١٨ ) أفمن كان مؤمنا.....
) كَانَ مُؤْمِناً ( و ) كَانَ فَاسِقاً ( محمولان على لفظ من و ) لاَّ يَسْتَوُونَ ( محمول على المعنى، بدليل قوله تعالى :) أَمَّا الَّذِينَ ءَامَنُواْ ( ) وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُواْ ( ونحوه قوله تعالى :) وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُواْ مِنْ عِندِكَ ( ( محمد : ١٦ ) و ) جَنَّاتُ الْمَأْوَى ( نوع من الجنان ؛ قال الله تعالى :) وَلَقَدْ رَءاهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ( ( النجم : ١٥ ) سميت بذلك لما روي عن ابن عباس رضي الله عنه قال : تأوي إليها أرواح الشهداء. وقيل : هي عن يمين العرش. وقرىء :( جنة المأوى )، على التوحيد ) نُزُلاً ( عطاء بأعمالهم. والنزل : عطاء النازل، ثم صار عاماً ) فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ( أي ملجؤهم ومنزلهم. ويجوز أن يراد : فجنة مأواهم النار، أي النار لهم، مكان جنة المأوى للمؤمنين ؛ كقوله :) فَبَشّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ( ( آل عمران : ٢١ )، ( التوبة : ٣٤ )، ( الإنشقاق : ٢٤ )، ) الْعَذَابِ الاْدْنَى ( عذاب الدنيا من القتل والأسر، وما محنوا به من السنة سبع سنين. وعن مجاهد رضي الله عنه، عذاب القبر. و ) الْعَذَابَ الاْكْبَرَ ( عذاب الآخرة، أي : نذيقهم عذاب الدنيا قبل أن يصلوا إلى الآخرة ) لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ( أي يتوبون عن الكفر، أو لعلهم يريدون الرجوع ويطلبونه. كقوله تعالى :) فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ


الصفحة التالية
Icon