" صفحة رقم ٥٤٦ "
الكفر قبل الإسلام. والجاهلية الأخرى جاهلية الفسوق والفجور في الإسلام، فكأن المعنى : ولا تحدثن بالتبرج جاهلية في الإسلام تتشبهن بها بأهل الجاهلية الكفر. ويعضده ما روي :
( ٨٨٦ ) أنّ رسول الله ( ﷺ ) قال لأبي الدرداء رضي الله عنه :( إن فيك جاهلية ) قال جاهلية كفر أم إسلام ؟ فقال :( بل جاهلية كفر ). أمرهن أمراً خاصاً بالصلاة والزكاة، ثم جاء به عاماً في جميع الطاعات ؛ لأن هاتين الطاعتين البدنية والمالية هما أصل سائر الطاعات : من أعتنى بهما حق اعتنائه جرّتاه إلى ما وراءهما، ثم بين أنه إنما نهاهن وأمرهن، ووعظهنّ، لئلا يُقارفُ أهل بيت رسول الله ( ﷺ ) المآثم، ولتصوّنوا عنها بالتقوى. واستعار للذنوب : الرجس، والتقوى : الطهر ؛ لأنّ عرض المقترف للمقبحات يتلوّث بها ويتدنس، كما يتلوث بدنه بالأرجاس. وأما المحسنات، فالعرض معها نقي مصون كالثوب الطاهر. وفي هذه الاستعارة ما ينفر أولي الألباب عما كرهه الله لعباده ونهاهم عنه، ويرغبهم فيما رضيه لهم وأمرهم به. و ) أَهْلَ الْبَيْتِ ( نصب على النداء. أو على المدح. وفي هذا دليل بيّن على أنّ نساء النبي ( ﷺ ) من أهل بيته.
) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِى بُيُوتِكُنَّ مِنْ ءَايَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً (
الأحزاب :( ٣٤ ) واذكرن ما يتلى.....
ثم ذكرهنّ أنّ بيوتهن مهابط الوحي، وأمرهنّ أن لا ينسين ما يتلى فيها من الكتاب الجامع بين أمرين : هو آيات بينات تدلّ على صدق النبوّة ؛ لأنه معجزة بنظمه. وهو حكمة وعلوم وشرائع ) إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً ( حين علم ما ينفعكم ويصلحكم في دينكم فأنزله عليكم أو علم من يصلح لنبوّته من يصلح لأن يكرهوا أهل بيته. أو حيث جعل الكلام الواحد جامعاً بين الغرضين.
) إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ والصَّائِمِينَ والصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ( ٧ )
الأحزاب :( ٣٥ ) إن المسلمين والمسلمات.....


الصفحة التالية
Icon