" صفحة رقم ٥٦٩ "
رباعيته وشجّ وجهه يوم بدر. وقيل : طعنهم عليه في نكاح صفية بنت حيي، وأطلق إيذاء الله ورسوله، وقيد إيذاء المؤمنين والمؤمنات ؛ لأن أذى الله ورسوله لا يكون إلاّ غير حق أبداً. وأما أذى المؤمنين والمؤمنات، فمنه ومنه. ومعنى ) بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُواْ ( بغير جناية واستحقاق للأذى. وقيل : نزلت في ناس من المنافقين يؤذون علياً رضي الله عنه ويسمعونه. وقيل : في الذين أفكوا على عائشة رضي الله عنها. وقيل : في زناة كانوا يتبعون النساء وهنّ كارهات. وعن الفضيل : لا يحل لك أن تؤذي كلباً أو خنزيراً بغير حق، فكيف، وكان ابن عون لا يكري الحوانيت إلا من أهل الذمّة، لما فيه من الروعة عند كرّ الحول.
) ياأَيُّهَا النَّبِىُّ قُل لاًّزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذالِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً (
الأحزاب :( ٥٩ ) يا أيها النبي.....
الجلباب : ثوب واسع أوسع من الخمار ودون الرداء تلويه المرأة على رأسها وتبقى منه ما ترسله على صدرها. وعن ابن عباس رضي الله عنهما : الرداء الذي يستر من فوق إلى أسفل. وقيل : الملحفة وكل ما يستتر به من كساء أو غيره. قال أبو زبيد : مُجَلْبَبٌ مِنْ سَوَادِ اللَّيْلِ جِلْبَابَا ;
ومعنى ) يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ( يرخينها عليهنّ، ويغطين بها وجوههنّ وأعطافهنّ. يقال : إذا زل الثوب عن وجه المرأة : أدنى ثوبك على وجهك، وذلك أن النساء كنّ في أول الإسلام على هجيراهنّ في الجاهلية متبذلات، تبرز المرأة في درع وخمار فصل بين الحرّة والأمة، وكان الفتيان وأهل الشطارة يتعرّضون إذا خرجن بالليل إلى مقاضي حوائجهنّ من النخيل والغيطان للإماء، وربما تعرّضوا للحرّة بعلة الأمة، يقولون : حسبناها أمة، فأمرن أن يخالفن بزيهنّ عن زي الأماء الأردية والملاحف وستر الرؤوس والوجوه، ليحتشمن ويهين فلا يطمع فيهن طامع، وذلك قوله :) ذالِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ ( أي أولى وأجدر بأن يعرفن فلا يتعرّض لهن ولا يلقين ما يكرهن. فإن قلت : ما معنى ) مِن ( في ) مِن جَلَابِيبِهِنَّ ( ؟ قلت : هو للتبعيض. إلا : أن يكون معنى التبعيض