" صفحة رقم ٧ "
فيتعلق بخفت، ويريد أنهم خفوا قدامه ودرجوا ولم يبق منهم من به تقوّ واعتضاد ) مِن لَّدُنْكَ ( تأكيد لكونه ولياً مرضياً، بكونه مضافاً إلى الله تعالى وصادرا من عنده، وإلا فهب لي ولياً يرثيني كاف، أو أراد اختراعاً منك بلا سبب لأني وامرأتي لا نصلح للولادة ) يَرِثُنِى وَيَرِثُ ( الجزم جواب الدعاء، والرفع صفة. ونحوه :) رِدْءاً يُصَدّقُنِى ( ( القصص : ٣٤ ) وعن ابن عباس والجحدري : يرثني وأرث آل يعقوب، نصب على الحال. وعن الجحدري : أُويرث، على تصغير وأرث، وقال غليم صغير. وعن علي رضي الله عنه وجماعة : وارث من آل يعقوب : أي يرثني به وارث، ويسمى التجريد في علم البيان، والمراد بالإرث إرث الشرع والعلم، لأنّ الأنبياء لا تورّث المال. وقيل : يرثني الحبورة وكان حبراً، ويرث من آل يعقوب الملك. يقال : ورثته وورثت منه لغتان. وقيل ( من ) للتبعيض لا للتعدية، لأنّ آل يعقوب لم يكونوا كلهم أنبياء ولا علماء، وكان زكريا عليه السلام من نسل يعقوب بن إسحاق. وقيل : هو يعقوب بن ماتان أخو زكريا. وقيل : يعقوب هذا وعمران أبو مريم أخوان من نسل سليمان بن داود.
) يازَكَرِيَّآ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً (
مريم :( ٧ ) يا زكريا إنا.....
) سَمِيّاً ( لم يسمّ أحد بيحيى قبله، وهذا شاهد على أنّ الأسامي السنع جديرة بالأثرة، وإياها كانت العرب تنتحي في التسمية لكونها أنبه وأنوه وأنزه عن النبز، حتى قال القائل في مدح قوم : سُنْعُ الأَسَامِي مُسْبِلِي أُزُر
حُمْرٍ نمَسُّ الأَرْضَ بِالْهدْبِ
وقال رؤبة للنسابة البكري وقد سأله عن نسبه : أنا ابن العجاج ؛ فقال : قصرت وعرفت. وقيل : مثلاً وشبيها عن مجاهد، كقوله :) هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً ( وإنما قيل للمثل ( سَميّ ) لأنّ كل متشاكلين يسمى كل واحد منهما باسم المثل والشبيه والشكل والنظير، فكل واحد سميّ لصاحبه، ونحو :( يحيى ) في أسمائهم ( يعمر، ويعيش ) إن كانت التسمية عربية ؛ وقد سموا بيموت أيضاً وهو يموت ابن المزرع، قالوا : لم يكن له مثل في أنه لم يعص ولم يهم بمعصية قط، وأنه ولد بين شيخ فان وعجوز عاقر، وأنه كان حصوراً.


الصفحة التالية
Icon