" صفحة رقم ٩ "
هو المخاطب، والمعنى : أنه قال ذلك ووعده وقوله الحق ) شَيْئاً ( لأن المعدوم ليس بشيء. أو شيئاً يعتد به، كقولهم : عجبت من لا شيء، وقوله : إذَا رَأَى غَيْرَ شَيْءٍ ظَنَّهُ رَجُلاً ;
وقرأ الأعمش والكسائي وابن وثّاب ( خلقناك ).
) قَالَ رَبِّ اجْعَل لِىءَايَةً قَالَ ءَايَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً (
مريم :( ١٠ ) قال رب اجعل.....
أي اجعل لي علامة أعلم بها وقوع ما بشرت به. قال : علامتك أن تمنح الكلام فلا تطيقه، وأنت سليم الجوارح سويّ الخلق ما بك خرس ولا بكم. دل ذكر الليالي هنا، والأيام في آل عمران، على أن المنع من الكلام استمر به ثلاثة أيام ولياليهن.
) فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُواْ بُكْرَةً وَعَشِيّاً (
مريم :( ١١ ) فخرج على قومه.....
أوحى : أشار عن مجاهد، ويشهد له ) إِلاَّ رَمْزًا ( وعن ابن عباس : كتب لهم على الأرض ) سَبّحُواْ ( صلوا، أو على الظاهر، وأَنْ : هي المفسرة.
) يايَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً (
مريم :( ١٢ ) يا يحيى خذ.....
أي خذ التوراة بجد واستظهار بالتوفيق والتأييد ) الْحُكْمُ ( الحكمة. ومنه :
وَآحْكُمْ كَحُكْمِ فَتَاةِ الحَيِّ ;
يقال حكم حكماً كحلم، وهو الفهم للتوراة والفقه في الدين عن ابن عباس. وقيل : دعاء الصبيان إلى اللعب وهو صبي فقال : ما للعب خلقنا، عن الضحاك. وعن معمر : العقل، وقيل النبوّة، لأنّ الله أحكم عقله في صباه وأوحى إليه.