" صفحة رقم ١١٧ "
الذي لا يجوز عليه الحاجة. ولقد تمحل بعض الغواة ليثبت لله تعالى ما نفاه عن ذاته من الرضا لعباده الكفر فقال : هذا من العام الذي أريد به الخاص، وما أراد إلاّ عبادة الذين عناهم في قوله :) إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ( ( الإسراء : ٦٥ ) يريد : المعصومين، كقوله تعالى :) عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ ( ( الإنسان : ٦ )، تعالى الله عما يقول الظالمون وقرىء :( يرضهُ ) بضم الهاء بوصل وبغير وصل، وبسكونها.
) وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِىَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (.
الزمر :( ٨ ) وإذا مس الإنسان.....
) خَوَّلَهُ ( أعطاه. قال أبو النجم : أَعْطَى فَلَمْ يَبْخَلْ وَلَمْ يُبَخَّل
كُومَ الذَّرَى مِنْ خِوَلِ الْمُخَوِّلِ
وفي حقيقته وجهان، أحدهما : جعله خائل مال، من قولهم : هو خائل مال، وخال مال : إذا كان متعهداً له حسن القيام به، ومنه ما روي عن رسول الله ( ﷺ ) :
( ٩٦٣ ) أنه كان يتخول أصحابه بالموعظة، والثاني : جعله يخول من خال يخول إذا اختال وافتخر، وفي معناه قول العرب : إنَّ الْغَنِيَّ طَوِيلُ الذَّيْلِ مَيَّاسُ ;
) مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ ( أي نسي الضرّ الذي كان يدعو الله إلى كشفه. وقيل : نسي


الصفحة التالية
Icon