" صفحة رقم ١٣٢ "
الشدائد وكافل مصالحهم. وقرىء :( بكافي عباده ) على الإضافة. ويكافي عباده. ويكافي : يحتمل أن يكون غير مهموز مفاعله من الكفاية، كقولك : يجازي في يجزى، وهو أبلغ من كفى، لبنائه على لفظ المبالغة. والمباراة : أن يكون مهموزاً، من المكافأة وهي المجازاة، لما تقدم من قوله :( ويجزيهم أجرهم )، ) بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ ( أراد : الأوثان التي اتخذوها آلهة من دونه ) بِعَزِيزٍ ( بغالب منيع ) ذِى انتِقَامٍ ( ينتقم من أعدائه، وفيه وعيد لقريش ووعد للمؤمنين بأنه ينتقم لهم منهم، وينصرهم عليهم.
) وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِىَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِى بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِىَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ (
الزمر :( ٣٨ ) ولئن سألتهم من.....
قرىء :( كاشفاتٌ ضرَّه ) وممسكاتٌ رحمتَه بالتنوين على الأصل، وبالإضافة للتخفيف. فإن قلت : لم فرض المسألة في نفسه دونهم ؟ قلت : لأنهم خوّفوه معرّة الأوثان وتخبيلها، فأمر بأن يقرّرهم أوّلاً بأن خالق العالم هو الله وحده. ثم يقول لهم بعد التقرير : فإذا أرادني خالق العالم الذي أقررتم به بضرّ من مرض أو فقر أو غير ذلك من النوازل. أو برحمته من صحة أو غنى أو نحوهما. هل هؤلاء اللاتي خوّفتموني إياهن كاشفات عني ضرّه أو ممسكات رحمته، حتى إذا ألقمهم الحجر وقطعهم حتى لا يحيروا ببنت شفه قال :) حَسْبِىَ اللَّهُ ( كافياً لمعرّة أوثانكم ) عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكّلُونَ ( وفيه تهكم. ويروى أنّ النبيّ ( ﷺ ) سألهم فسكتوا، فنزل ) قُلْ حَسْبِىَ اللَّهُ ( فإن قلت : لم قيل : كاشفات، وممسكات، على التأنيث بعد قوله تعالى :( ويخوفونك بالذين من دونه ) ؟ قلت : أنثهن وكن إناثاً وهن اللات والعزّى ومناة، قال الله تعالى :) أَفَرَءيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَواةَ الثَّالِثَةَ الاْخْرَى أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الاْنثَى ( ( النجم : ١٩ ٢١ ) ليضعفها ويعجزها زيادة تضعيف وتعجيز عما طالبهم به من كشف الضرّ وإمساك الرحمة ؛ لأنّ الأنوثة من باب اللين والرخاوة، كما أنّ الذكورة من باب الشدّة والصلابة، كأنه قال : الأناث اللاتي هن اللاّت والعزّى ومناة أضعف مما تدعون لهنّ وأعجز. وفيه تهكم أيضاً.
) قُلْ ياقَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّى عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ (
الزمر :( ٣٩ ) قل يا قوم.....
) عَلَى مَكَانَتِكُمْ ( على حالكم التي أنتم عليها وجهتكم من العداوة التي تمكنتم منها. والمكانة بمعنى المكان. فاستعيرت عن العين للمعنى كما يستعار هنا. وحيث للزمان، وهما للمكان. فإن قلت : حق الكلام : فإني عامل على مكانتي، فلم حذف ؟