" صفحة رقم ١٣٥ "
العامل في ) إِذَا ذُكِرَ ( ؟ قلت : العامل في إذا المفاجأة، تقديره وقت ذكر الذين من دونه، فاجأوا وقت الاستبشار.
) قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِى مَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (
الزمر :( ٤٦ ) قل اللهم فاطر.....
بُعِل رسول الله ( ﷺ ) بهم، وبشدة شكيمتهم في الكفر والعناد، فقيل له : ادع الله بأسمائه العظمى، وقل : أنت وحدك تقدر على الحكم بيني وبينهم، ولا حيلة لغيرك فيهم. وفيه وصف لحالهم وإعذار لرسول الله ( ﷺ ) وتسلية له ووعيد لهم. وعن الربيع بن خثيم وكان قليل الكلام. أنه أخبر بقتل الحسين رضي الله عنه، وسخط على قاتله وقالوا : الآن يتكلم، فما زاد على أن قال : آه أو قد فعلوا ؟ وقرأ هذه الآية. وروى أنه قال على أثره : قتل من كان رسول الله ( ﷺ ) يجلسه في حجره ويضع فاه على فيه.
) وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا فِى الاٌّ رْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ (
الزمر :( ٤٧ - ٤٨ ) ولو أن للذين.....
) وَبَدَا لَهُمْ مّنَ اللَّهِ ( وعيد لهم لا كنه لفظاعته وشدّته، وهو نظير قوله تعالى في الوعد :) فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مِنْ أُخْفِىَ لَهُم ( ( السجدة : ١٧ ) والمعنى : وظهر لهم من سخط الله وعذابه ما لم يكن قط في حسابهم ولم يحدثوا به نفوسهم. وقيل : عملوا أعمالاً حسبوها حسنات، فإذا هي سيئات. وعن سفيان الثوري أنه قرأها فقال : ويل لأهل الرياء، ويل لأهل الرياء. وجزع محمد بن المنكدر عند موته فقيل له، فقال : أخشى آية من كتاب الله، وتلاها، فأنا أخشى أن يبدو لي من الله ما لم أحتسبه ) وَبَدَا لَهُمْ سَيّئَاتُ مَا كَسَبُواْ ( أي سيئات أعمالهم التي كسبوها. أو سيئات كسبهم، حين تعرض صحائفهم، وكانت خافية عليهم، كقوله تعالى :) أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ ( ( المجادلة : ٦ ) وأراد بالسيئات : أنواع العذاب التي يجازون بها على ما كسبوا، فسماها سيئات، كما قال :) وَجَزَاء سَيّئَةٍ سَيّئَةٌ مّثْلُهَا ( ( الشورى : ٤٠ ) ) وَحَاقَ بِهِم ( ونزل بهم وأحاط جزاء هزئهم.
) فَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِىَ


الصفحة التالية
Icon