" صفحة رقم ١٧٨ "
) إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِىءَايَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِى صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (
غافر :( ٥٦ ) إن الذين يجادلون.....
) إِن فِى صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ ( إلا تكبر وتعظم، وهو إرادة التقدّم والرياسة، وأن لا يكون أحد فوقهم، ولذلك عادوك ودفعوا آياتك خيفة أن تتقدّمهم ويكونوا تحت يدك وأمرك ونهيك، لأن النبوة تحتها كل ملك ورياسة. أو إرادة أن تكون لهم النبوّة دونك حسداً وبغياً. ويدلّ عليه قوله تعالى :) لَوْ كَانَ خَيْراً مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ ( ( الأحقاف : ١١ ) أو إرادة دفع الآيات بالجدال ) مَّا هُم بِبَالِغِيهِ ( أي : ببالغي موجب الكبر ومقتضيه، وهو متعلق إرادتهم من الرياسة أو النبوّة أو دفع الآيات. وقيل : المجادلون هم اليهود، وكانوا يقولون : يخرج صاحبنا المسيح بن داود، يريدون الدّجال، ويبلغ سلطانه البر والبحر، وتسير معه الأنهار، وهو آية من آيات الله فيرجع إلينا الملك، فسمى الله تمنيهم ذلك كبراً، ونفى أن يبلغوا متمناهم ) أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ ( فالتجيء إليه من كيد من يحسدك ويبغي عليك ) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ ( لما تقول ويقولون :) البَصِيرُ ( بما تعمل ويعملون، فهو ناصرك عليهم وعاصمك من شرّهم.
) لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَاكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (
غافر :( ٥٧ ) لخلق السماوات والأرض.....
فإن قلت : كيف اتصل قوله :) لَخَلْقُ السَّمَاواتِ وَالاْرْضِ ( بما قبله ؟ قلت : إن