" صفحة رقم ١٨٣ "
على الإحياء والإماتة، وسائر ما ذكر من أفعاله الدالة على أنّ مقدوراً لا يمتنع عليه، كأنه قال : فلذلك من الاقتدار إذا قضى أمراً كان أهون شيء وأسرعه.
) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِىءَايَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِالْكِتَابِ وَبِمَآ أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ إِذِ الاٌّ غْلَالُ فِى أَعْنَاقِهِمْ والسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ فِى الْحَمِيمِ ثُمَّ فِى النَّارِ يُسْجَرُونَ ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تُشْرِكُونَ مِن دُونِ اللَّهِ قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا بَل لَّمْ نَكُنْ نَّدْعُواْ مِن قَبْلُ شَيْئاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ ذَلِكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِى الاٌّ رْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ ادْخُلُواْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (
غافر :( ٦٩ - ٧٦ ) ألم تر إلى.....
) بِالْكِتَابِ ( بالقرآن ) وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا ( من الكتب. فإن قلت : وهل قوله :) فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ إِذِ الاْغْلَالُ فِى أَعْنَاقِهِمْ ( إلى مثل قولك : سوف أصوم أمس ؟ قلت : المعنى على إذا : إلا أن الأمور المستقبلة لما كانت في أخبار الله تعالى متيقنة مقطوعاً بها : عبر عنها بلفظ ما كان ووجد، والمعنى على الاستقبال. وعن ابن عباس : والسلاسل يسحبون بالنصب وفتح الياء، على عطف الجملة الفعلية على الإسمية. وعنه : والسلاسل يسحبون بحر السلاسل. ووجهه أنه لو قيل : إذا أعناقهم في الأغلال مكان قوله :) إِذِ الاْغْلَالُ فِى أَعْنَاقِهِمْ ( لكان صحيحاً مستقيماً، فلما كانتا عبارتين معتقبتين : حمل قوله :) والسَّلَاسِلُ ( على العبارة الأخرى. ونظيره : مَشَائِيمُ لَيْسُوا مُصْلِحِينَ عَشِيرَة
وَلاَ نَاعِبٍ إلاَّ بِبَيْنٍ غُرَابُهَا
كأنه قيل : بمصلحين. وقرىء :( وبالسلاسل يسحبون ) ) فِى النَّارِ يُسْجَرُونَ ( من سجر التنور إذا ملأه بالوقود. ومنه : السجير، كأنه سجر بالحب، أي : ملىء. ومعناه : أنهم في النار فهي محيطة بهم، وهم مسجورون بالنار مملوؤة بها أجوافهم. ومنه قوله تعالى :) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِى تَطَّلِعُ عَلَى الاْفْئِدَةِ ( ( الهمزة : ٧ ) اللهم أجرنا من نارك فإنا عائذون بجوارك ) ضَلُّواْ عَنَّا ( غابوا عن عيوننا، فلا نراهم ولا ننتفع بهم. فإن قلت : أما ذكرت في تفسير قوله تعالى :) إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ ( ( الأنبياء : ٩٨ ) : أنهم مقرونون بآلهتهم، فكيف يكونون معهم وقد ضلوا عنهم ؟ قلت : يجوز أن يضلوا عنهم إذا وبخوا وقيل لهم : أينما كنتم تشركون من دون الله فيغيثوكم