" صفحة رقم ١٨٨ "
إيمانهم ؟ قلت : هو من كان في نحو قوله :) مَا كَانَ للَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ ( ( مريم : ٣٥ ) والمعنى : فلم يصحّ ولم يستقم أن ينفعهم إيمانهم. فإن قلت : كيف ترادفت هذه الفاءات ؟ قلت : أما قوله تعالى :) فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ ( ( غافر : ٨٢ ) فهو نتيجة قوله :) كَانُواْ أَكْثَرَ مِنْهُمْ ( ( غافر : ٨٢ ) وأما قوله :) فَلَمَّا جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيّنَاتِ ( ( غافر : ٨٣ ) فجار مجرى البيان والتفسير، لقوله تعالى :) فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ ( ( غافر : ٨٢ ) كقولك : رزق زيد المال فمنع المعروف فلم يحسن إلى الفقراء. وقوله :) لَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا ( تابع لقوله :) فَلَمَّا جَاءتْهُمْ ( ( غافر : ٨٣ ) كأنه قال : فكفروا فلما رأوا بأسنا آمنوا، وكذلك :) فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ ( تابع لإيمانهم لما رأوا بأس الله ) سُنَّةَ اللَّهِ ( بمنزلة ) وَعَدَ اللَّهُ ( ( النساء : ٩٥ ) وما أشبهه من المصادر المؤكدة. و ) هُنَالِكَ ( مكان مستعار للزمان، أي : وخسروا وقت رؤية البأس، وكذلك قوله :) وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ ( ( غافر : ٧٨ ) بعد قوله :) فَإِذَا جَاء أَمْرُ اللَّهِ قُضِىَ بِالْحَقّ ( ( غافر : ٧٨ ) أي : وخسروا وقت مجيء أمر الله، أو وقت القضاء بالحق.
عن رسول الله ( ﷺ ) :
( ٩٨٤ ) ( من قرأ سورة المؤمن لم يبق روح نبي ولا صديق ولا شهيد ولا مؤمن إلاّ صلّى عليه واستغفر له ).