" صفحة رقم ٢٠٢ "
سئلوا أن يرضوا ربهم فما هم فاعلون، أي : لا سبيل لهم إلى ذلك ) وَقَيَّضْنَا لَهُمْ ( وقدّرنا لهم، يعني لمشركي مكة : يقال : هذان ثوبان قيضان : إذا كانا متكافئين. والمقايضة : المعاوضة ) قُرَنَاء ( أخداناً من الشياطين جمع قرين، كقوله تعالى :) وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَانِ نُقَيّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ( ( الزخرف : ٣٦ ) فإن قلت : كيف جاز أن يقيض لهم القرناء من الشياطين وهو ينهاهم عن اتباع خطواتهم ؟ قلت : معناه أنه خذلهم ومنعهم التوفيق لتصميمهم على الكفر، فلم يبق لهم قرناء سوء الشياطين. والدليل عليه ( ومن يعش ) ) نُقَيّضْ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ( ما تقدّم من أعمالهم وما هم عازمون عليها. أو بين أيديهم من أمر الدنيا واتباع الشهوات، وما خلفهم : من أمر العاقبة، وأن لا بعث ولا حساب ) وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ ( يعني كلمة العذاب ) فِى أُمَمٍ ( في جملة أمم. ومثل في هذه ما في قوله : إنّ تَكُ عَنْ أَحْسَنِ الصَّنِيعَةِ مَأْ
فُوكاً فَفِي آخَرِينَ قَدْ أُفِكُوا
يريد : فأنت في جملة آخرين، وأنت في عداد آخرين لست في ذلك بأوحد. فإن قلت :) فِى أُمَمٍ ( ما محله ؟ قلت : محله النصب على الحال من الضمير في عليهم القول كائنين في جملة أمم ) إِنَّهُمْ كَانُواْ خَاسِرِينَ ( تعليل لاستحقاقهم العذاب. والضمير لهم وللأمم.
) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَسْمَعُواْ لِهَاذَا الْقُرْءَانِ وَالْغَوْاْ فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ عَذَاباً شَدِيداً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِى كَانُواْ يَعْمَلُونَ ذَلِكَ جَزَآءُ أَعْدَآءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا


الصفحة التالية
Icon