" صفحة رقم ٢٠٤ "
) إِنَّ الَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُواْ بِالْجَنَّةِ الَّتِى كُنتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَآؤُكُمْ فِى الْحَيَواةِ الدُّنْيَا وَفِى الاٌّ خِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِى أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ (
فصلت :( ٣٠ ) إن الذين قالوا.....
) ثُمَّ ( لتراخي الاستقامة عن الإقرار في المرتبة. وفضلها عليه : لأنّ الاستقامة لها الشأن كله. ونحوه قوله تعالى :) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ ءامَنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُواْ ( ( الحجرات : ١٥ ) والمعنى : ثم ثبتوا على الإقرار ومقتضياته. وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه : استقاموا فعلاً كما استقاموا قولاً. وعنه : أنه تلاها ثم قال : ما تقولون فيها ؟ قالوا : لم يذنبوا. قال حملتم الأمر على أشدّه. قالوا : فما تقول ؟ قال : لم يرجعوا إلى عبادة الأوثان. وعن عمر رضي الله عنه : استقاموا على الطريقة لم يروغوا روغان الثعالب. وعن عثمان رضي الله عنه : أخلصوا العمل. وعن علي رضي الله عنه : أدّوا الفرائض. وقال سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه :
( ٩٨٦ ) قلت : يا رسول الله، أخبرني بأمر أعتصم به. قال :( قل ربّي الله، ثم استقم ) قال فقلت : ما أخوف ما تخاف عليّ ؟ فأخذ رسول الله ( ﷺ ) بلسان نفسه فقال :( هذا ) ) تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَئِكَةُ ( عند الموت بالبشرى. وقيل : البشرى في ثلاثة مواطن : عند الموت، وفي القبر، وإذا قاموا من قبورهم ) أَلاَّ تَخَافُواْ ( أن بمعنى أي. أو مخففة من الثقيلة. وأصله : بأنه لا تخافوا، والهاء ضمير الشأن. وفي قراءة ابن مسعود رضي الله عنه : لا تخافوا، أي : يقولون : لا تخافوا ؛ والخوف : غمّ يلحق لتوقع المكروه، والحزن : غم يلحق لوقوعه من فوات نافع أو حصول ضارّ. والمعنى : أنّ الله كتب لكم الأمن من كل غمّ، فلن تذوقوه أبداً. وقيل : لا تخافوا ما تقدمون عليه، ولا تحزنوا على ما خلفتم. كما أنّ الشياطين قرناء العصاة وإخوانهم، فكذلك الملائكة أولياء المتقين