" صفحة رقم ٢٢٣ "
) وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ ( ( الأعراف : ١٥٥ ) ثم حذف الراجع إلى الموصول، كقوله تعالى :) أَهَاذَا الَّذِينَ بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً ( ( الفرقان : ٤١ ) أو ذلك التبشير الذي يبشره الله عباده. روي أنه اجتمع المشركون في مجمع لهم فقال بعضهم لبعض : أترون محمداً يسأل على ما يتعاطاه أجراً ؟ فنزلت الآية :) إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى ( يجوز أن يكون استثناء متصلاً، أي : لا أسألكم أجراً إلا هذا، وهو أن تودوا أهل قرابتي ؛ ولم يكن هذا أجراً في الحقيقة ؛ لأنّ قرابته قرابتهم، فكانت صلتهم لازمة لهم في المروءة. ويجوز أن يكون منقطعاً، أي : لا أسألكم أجراً قط ولكنني أسألكم أن تودوا قرابتي الذين هم قرابتكم ولا تؤذوهم. فإن قلت : هلا قيل : إلا مودّة القربى : أو إلا المودة للقربى. وما معنى قوله :) إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى ( ( الشورى : ٢٣ ) ؟ قلت : جلعوا مكاناً للمودة ؟ ومقراً لها، كقولك : لي في آل فلان مودّة. ولي فيهم هوى وحب شديد، تريد : أحبهم وهم مكان حبي ومحله، وليست ( في ) بصلة للمودَّة، كاللام إذا قلت : إلا المودّة للقربى. إنما هي متعلقة بمحذوف تعلق الظرف به في قولك : المال في الكيس. وتقديره : إلا المودّة ثابتة في القربى ومتمكنة فيها. والقربى : مصدر كالزلفى والبشرى، بمعنى : قرابة. والمراد في أهل القربى. وروى أنها لما نزلت قيل :
( ٩٨٨ ) يا رسول الله، من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم ؟ قال :( عليّ