" صفحة رقم ٢٣٠ "
أن يستوفي الله بعض عقاب المجرم ويعفو عن بعض. فأمّا من لا جرم له كالأنبياء والأطفال والمجانين، فهؤلاء إذا أصابهم شيء من ألم أو غيره فللعوض الموفى والمصلحة. وعن النبي ( ﷺ ) :
( ٩٩٥ ) ( ما من اختلاج عرق ولا خدش عود ولا نكبة حجر إلا بذنب، ولما يعفو الله عنه أكثر ) وعن بعضهم : من لم يعلم أن ما وصل إليه من الفتن والمصائب باكتسابه. وأنّ ما عفا عنه مولاه أكثر : كان قليل النظر في إحسان ربه إليه. وعن آخر : العبد ملازم للجنايات في كل أوان ؛ وجناياته في طاعاته أكثر من جناياته في معاصيه، لأنّ جناية المعصية من وجه وجناية الطاعة من وجوه، والله يطهر عبده من جناياته بأنواع من المصائب ليخفف عنه أثقاله في القيامة، ولولا عفوه ورحمته لهلك في أوّل خطوة، وعن علي رضي الله عنه وقد رفعه :
( ٩٩٦ ) ( من عفي عنه في الدنيا عفي عنه في الآخرة ومن عوقب في الدنيا لم تثن