" صفحة رقم ٢٣٣ "
والخير، فلامه المسلمون وخطأه الكافرون، فنزلت.
) وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُواْ هُمْ يَغْفِرُونَ (
الشورى :( ٣٧ ) والذين يجتنبون كبائر.....
) وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ ( عطف على الذين آمنوا، وكذلك ما بعده. ومعنى ) كَبَائِرَ الإثْمِ ( الكبائر من هذا الجنس. وقرىء ( كبير الإثم ) عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه : كبير الإثم هو الشرك ) هُمْ يَغْفِرُونَ ( أي هم الأخصاء بالغفران في حال الغضب، لا يغول الغضب أحلامهم كما يغول حلوم الناس، والمجيء بهم وإيقاعه مبتدأ، وإسناد ) يَغْفِرُونَ ( إليه لهذه الفائدة، ومثله :) هُمْ يَنتَصِرُونَ ( ( الشورى : ٣٩ ).
) وَالَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلواةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (
الشورى :( ٣٨ ) والذين استجابوا لربهم.....
) وَالَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِرَبّهِمْ ( نزلت في الأنصار : دعاهم الله عز وجل للإيمان به وطاعته، فاستجابوا له بأن آمنوا به وأطاعوه ) وَأَقَامُواْ الصَّلواةَ ( وأتموا الصلوات الخمس. وكانوا قبل الإسلام وقبل مقدم رسول الله ( ﷺ ) المدينة : إذا كان بهم أمر اجتمعوا وتشاوروا، فأثنى الله عليهم، أي : لا ينفردون برأي حتى يجتمعوا عليه. وعن الحسن : ما تشاور قوم إلا هدوا لأرشد أمرهم والشورى : مصدر كالفتيا، بمعنى التشاور. ومعنى قوله :) وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ( أي ذو شورى، وكذلك قولهم : ترك رسول الله ( ﷺ ) وعمر بن الخطاب رضي الله عنه الخلافة شورى.
) وَالَّذِينَ إِذَآ أَصَابَهُمُ الْبَغْىُ هُمْ يَنتَصِرُونَ (
الشورى :( ٣٩ ) والذين إذا أصابهم.....
هو أن يقتصروا في الانتصار على ما جعله الله لهم ولا يعتدوا. وعن النخعي أنه كان إذا قرأها قال : كانوا يكرهون أن يذلوا أنفسهم فيجترىء عليهم الفساق. فإن قلت : أهم محمودون على الانتصار ؟ قلت : نعم ؛ لأنّ من أخذ حقه غير متعد حدّ الله وما أمر به فلم يسرف في القتل إن كان ولي دم أورد على سفيه، محاماة على عرضه وردعا له، فهو مطيع. وكل مطيع محمود.
) وَجَزَآءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (
الشورى :( ٤٠ ) وجزاء سيئة سيئة.....
كلتا الفعلتين الأولى وجزاؤها سيئة، لأنها تسوء من تنزل به. قال الله تعالى :) وَإِن تُصِبْهُمْ سَيّئَةٌ يَقُولُواْ هَاذِهِ مِنْ عِندِكَ ( ( النساء : ٧٨ ) : يريد ما يسوءهم من المصائب