" صفحة رقم ٢٣٤ "
والبلايا. والمعنى : أنه يجب إذا قوبلت الإساءة أن تقابل بمثلها من غير زيادة، فإذا قال أخزاك الله قال : أخزاك الله ) فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ ( بينه وبين خصمه بالعفو والإغضاء. كما قال تعالى :) فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِىٌّ حَمِيمٌ ( ( فصلت : ٣٤ )، ) فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ( عدة مبهمة لا يقاس أمرها في العظم. وقوله :) إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ( دلالة على أن الانتصار لا يكاد يؤمن فيه تجاوز السيئة والاعتداء خصوصاً في حال الحرد والتهاب الحمية فربما كان المجازي من الظالمين وهو لا يشعر. وعن النبي ( ﷺ ) :
( ٩٩٧ ) ( وإذا كان يوم القيامة نادى مناد : من كان له على الله أجر فليقم. قال : فيقوم خلق، فيقال لهم : ما أجركم على الله ؟ فيقولون : نحن الذين عفونا عمن ظلمنا، فيقال لهم : ادخلوا الجنة بإذن الله ).
) وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَائِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِّن سَبِيلٍ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِى الاٌّ رْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَائِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (
الشورى :( ٤١ ) ولمن انتصر بعد.....
) بَعْدَ ظُلْمِهِ ( من إضافة المصدر إلى المفعول، وتفسره قراءة من قرأ ( بعد ما ظلم ) ) فَأُوْلَائِكَ ( إشارة إلى معنى ( من ) دون لفظه ) مَا عَلَيْهِمْ مّن سَبِيلٍ ( للمعاقب ولا للعاتب والعائب ) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ ( يبتدئون بالظلم ) وَيَبْغُونَ فِى الاْرْضِ ( يتكبرون فيها ويعلون ويفسدون.
) وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الاٍّ مُور ( ٧ )
الشورى :( ٤٣ ) ولمن صبر وغفر.....


الصفحة التالية
Icon