" صفحة رقم ٢٦٧ "
هم فيه. وقرأ أبو السّرار الغنوي ( يا مال ) بالرفع كما يقال : يا حار ) لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ( من قضى عليه إذا أماته ) فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ ( ( القصص : ١٥ ) والمعنى : سل ربك أن يقضي علينا. فإن قلت : كيف قال :) وَنَادَوْاْ يامَالِكُ مَالِكَ ( بعد ما وصفهم بالإبلاس ؟ قلت : تلك أزمنة متطاولة وأحقاب ممتدة، فتختلف بهم الأحوال فيسكتون أوقاتاً لغلبة اليأس عليهم، وعلمهم أنه لا فرج لهم، ويغوّثون أوقاتاً لشدّة ما بهم ) مَّاكِثُونَ ( لابثون. وفيه استهزاء. والمراد : خالدون. عن ابن عباس رضي الله عنهما : إنما يجيبهم بعد ألف سنة. وعن النبي ( ﷺ )
( ١٠٠٨ ) ( يلقى على أهل النار الجوع حتى يعدل ما هم فيه من العذاب، فيقولون : ادعوا مالكاً، فيدعون يا مالك ليقض علينا ربك ). ) لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقّ ( كلام الله عز وجل : بدليل قراءة من قرأ :( لقد جئتكم ) ويجب أن يكون في قال ضمير الله عز وجل. لما سألوا مالكاً أن يسأل الله تعالى القضاء عليهم : أجابهم الله بذلك ) كَارِهُونَ ( لا تقبلونه وتنفرون منه وتشمئزون منه ؛ لأنّ مع الباطل الدعة، ومع الحق التعب.
) أَمْ أَبْرَمُواْ أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ (
الزخرف :( ٧٩ ) أم أبرموا أمرا.....
) أَمْ ( أبرم مشركو مكة ) أَمْراً ( من كيدهم ومكرهم برسول الله ( ﷺ ) :) فَإِنَّا مُبْرِمُونَ ( كيدنا كما أبرموا كيدهم ؛ كقوله تعالى :) أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً فَالَّذِينَ كَفَرُواْ هُمُ الْمَكِيدُونَ ( ( الطور : ٤٢ ) ؟ وكانوا يتنادون فيتناجون في أمر رسول الله ( ﷺ ). فإن قلت : ما المراد بالسر والنجوى ؟ قلت : السر ما حدث به الرجل نفسه أو غيره في مكان خال.