" صفحة رقم ٢٦٨ "
والنجوى : ما تكلموا به فيما بينهم ) بَلَى ( نسمعهما ونطلع عليهما ) وَرُسُلُنَا ( يريد الحفظة عندهم ) يَكْتُبُونَ ( ذلك. وعن يحيى بن معاذ الرازي : من ستر من الناس ذنوبه وأبداها للذي لا يخفى عليه شيء في السماوات فقد جعله أهون الناظرين إليه، وهو من علامات النفاق.
) قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَانِ وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوَّلُ الْعَابِدِينَ سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (
الزخرف :( ٨١ - ٨٢ ) قل إن كان.....
) قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَانِ وَلَدٌ ( وصح ذلك وثبت ببرهان صحيح توردونه وحجة واضحة تدلون بها ) فَأَنَاْ أَوَّلُ ( من يعظم ذلك الولد وأسبقكم إلى طاعته والانقياد له كما يعظم الرجل ولد الملك لتعظيم أبيه، وهذا كلام وارد على سبيل الفرض والتمثيل لغرض، وهو المبالغة في نفي الولد والإطناب فيه، وأن لا يترك الناطق به شبهة إلا مضمحلة مع الترجمة عن نفسه بثبات القدم في باب التوحيد، وذلك أنه علق العبادة بكينونة الولد وهي محال في نفسها، فكان المعلق بها محالاً مثلها، فهو في صورة إثبات الكينونة والعبادة، وفي معنى نفيهما على أبلغ الوجوه وأقواها. ونظيره أن يقول العدلى للمجير، إن كان الله تعالى خالقاً للكفر في القلوب ومعذباً عليه عذاباً سرمداً، فأنا أول من يقول : هو شيطان وليس بإلاه ؛ فمعنى هذا الكلام وما وضع له أسلوبه ونظمه نفي أن يكونا الله تعالى خالقاً للكفر، وتنزيهه عن ذلك وتقديسه، ولكن على طريق المبالغة فيه من الوجه الذي ذكرنا، مع الدلالة على سماجة المذهب وضلالة الذاهب إليه، والشهادة القاطعة بإحالته والإفصاح عن نفسه بالبراءة منه، وغاية النفار والاشمئزاز من ارتكابه.