" صفحة رقم ٢٨٠ "
( ١٠١٦ ) ( ما من مؤمن مات في غربة غابت فيها بواكيه إلا بكت عليه السماء والأرض ). وقال جرير : تَبْكِي عَلَيْكَ نُجُومَ اللَّيْلِ وَالْقَمَرَا
وقالت الخارجية :
أَيَا شَجَرَ الْخَابُورِ مَالَكَ مُورِقا كَأَنَّكَ لَمْ تَجْزَعْ عَلَى ابْنِ طَرِيفِ
وذلك على سبيل التمثيل والتخييل مبالغة في وجوب الجزع والبكاء عليه، وكذلك ما يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما : من بكاء مصلي المؤمن، وآثاره في الأرض، ومصاعد عمله، ومهابط رزقه في السماء تمثيل، ونفي ذلك عنهم في قوله تعالى :) فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالاْرْضُ ( فيه تهكم بهم وبحالهم المنافية لحال من يعظم فقده : فيقال فيه : بكت عليه السماء والأرض. وعن الحسن : فما بكى عليهم الملائكة والمؤمنون، بل كانوا بهلاكهم مسرورين، يعني : فما بكى عليهم أهل السماء وأهل الأرض ) وَمَا كَانُواْ مُنظَرِينَ ( لما جاء وقت هلاكهم لم ينظروا إلى وقت آخر، ولم يمهلوا إلى الآخرة، بل عجل لهم في الدنيا.
) وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِى إِسْرَاءِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ مِن فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِياً مِّنَ الْمُسْرِفِينَ (
الدخان :( ٣٠ ) ولقد نجينا بني.....
) مِن فِرْعَوْنَ ( بدل من العذاب المهين، كأنه في نفسه كان عذاباً مهيناً، لإفراطه في تعذيبهم وإهانتهم. ويجوز أن يكون المعنى : من العذاب المهين واقعاً من جهة فرعون. وقرىء :( من عذاب المهين ) ووجهه أن يكون تقدير قوله :) مِن فِرْعَوْنَ ( : من عذاب فرعون، حتى يكون المهين هو فرعون. وفي قراءة ابن عباس : من فرعون، لما وصف عذاب فرعون بالشدة والفظاعة قال : من فرعون، على معنى : هل تعرفونه من هو في عتوّه وشيطنته، ثم عرف حاله في ذلك بقوله :) إِنَّهُ كَانَ عَالِياً مِّنَ الْمُسْرِفِينَ ( أي كبيراً رفيع الطبقة، ومن بينهم فائقاً لهم، بليغاً في إسرافه. أو عالياً متكبراً، كقوله تعالى :) إِنّ


الصفحة التالية
Icon