" صفحة رقم ٢٨٢ "
وأثبتوا الأولى ؟ قلت : معناه والله الموفق للصواب : أنه قيل لهم : إنكم تموتون موتة تتعقبها حياة، كما تقدّمتكم موتة قد تعقبتها حياة، وذلك قوله عزّ وجل :) وَكُنتُمْ أَمْواتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ( ( البقرة : ٢٨ ) فقالوا :( إن هي إلا موتتنا الأولى ) يريدون : ما الموتة التي من شأنها أن يتعقبها حياة إلا الموتة الأولى دون الموتة الثانية، وما هذه الصفة التي تصفون بها الموتة من تعقب الحياة لها إلا للموتة الأولى خاصة، فلا فرق إذاً بين هذا وبين قوله :) إِنْ هِىَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا ( في المعنى. يقال : أنشر الله الموتى ونشرهم : إذا بعثهم ) فَأْتُواْ بِأابَآئِنَا ( خطاب للذين كانوا يعدونهم النشور : من رسول الله ( ﷺ ) والمؤمنين، أي : إن صدقتم فيما تقولون فعجلوا لنا إحياء من مات من آبائنا بسؤالكم ربكم ذلك حتى يكون دليلاً على أنّ ما تعدونه من قيام الساعة وبعث الموتى حق، وقيل كانوا يطلبون إليهم أن يدعوا الله وينشرهم لهم قصيّ بن كلاب ليشاوروه، فإنه كان كبيرهم ومشاورهم في النوازل ومعاظم الشؤون.
) أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ (
الدخان :( ٣٧ ) أهم خير أم.....
هو تبع الحميري : كان مؤمناً وقومه كافرين ؛ ولذلك ذمّ الله قومه ولم يذمه، وهو الذي سار بالجيوش وحير الحيرة وبني سمرقند. وقيل : هدمها وكان إذا كتب قال : بسم الله الذي ملك برّاً وبحراً. وعن النبي ( ﷺ ) :
( ١٠١٧ ) ( لا تسبوا تبعاً فإنه كان قد أسلم ) وعنه عليه الصلاة والسلام :


الصفحة التالية
Icon