" صفحة رقم ٢٩١ "
) هَاذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُواْ بِأايَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ (
الجاثية :( ١١ ) هذا هدى والذين.....
) هَاذَا ( إشارة إلى القرآن، يدل عليه قوله تعالى :) وَالَّذِينَ كَفَرُواْ بِأايَاتِ رَبِّهِمْ ( لأنّ آيات ربهم هي القرآن، أي هذا القرآن كامل في الهداية، كما تقول : زيد رجل، تريد كامل في الرجولية. وأيما رجل. والرجز : أشد العذاب. وقرىء بجر ( أليم ) ورفعه.
) اللَّهُ الَّذِى سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِىَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِى الاٌّ رْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِى ذَلِكَ لاّيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (
الجاثية :( ١٢ ) الله الذي سخر.....
) وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ ( بالتجارة أو بالغوص على اللؤلؤ والمرجان واستخراج اللحم الطري وغير ذلك من منافع البحر. فإن قلت : ما معنى ) مِّنْهُ ( في قوله :) جَمِيعاً مّنْهُ ( وما موقعها من الإعراب، قلت : هي واقعة موقع الحال، والمعنى : أنه سخر هذه الأشياء كائنة منه وحاصلة من عنده، يعني : أنه مكوّنها وموجدها بقدرته وحكمته، ثم مسخرها لخلقه. ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف، تقديره : هي جميعاً منه، وأن يكون ) وَسَخَّرَ لَكُمُ ( تأكيداً لقوله تعالى :) سَخَّرَ لَكُمُ ( ثم ابتدىء قوله :) مَّا فِى السَّمَاواتِ وَمَا فِى الاْرْضِ جَمِيعاً مّنْهُ ( وأن يكون ) مَّا فِى الاْرْضِ ( مبتدأ، و ) مِّنْهُ ( خبره. وقرأ ابن عباس رضي الله عنهما ( منة ) وقرأ سلمة بن محارب : منه، على أن يكون منه فاعل سخر على الإسناد المجازي. أو على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي : ذلك. أو هو منه.
) قُل لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ يَغْفِرُواْ لِلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِىَ قَوْماً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَآءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (
الجاثية :( ١٤ ) قل للذين آمنوا.....
حذف المقول لأنّ الجواب دال عليه. والمعنى : قل لهم اغفروا يغفروا ) لاَ يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ ( لا يتوقعون وقائع الله بأعدائه، من قولهم لوقائع العرب : أيام العرب. وقيل : لا يأملون الأوقات التي وقتها الله لثواب المؤمنين ووعدهم الفوز فيها. قيل : نزلت قبل آية القتال، ثم نسخ حكمها. وقيل : نزولها في عمر رضي الله عنه وقد شتمه رجل من غفار فهمّ أن يبطش به وعن سعيد بن المسيب : كنا بين يدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقرأ قارىء هذه الآية، فقال عمر : ليجزى عمر بما صنع ) لِيَجْزِىَ ( تعليل للأمر بالمغفرة، أي : إنما أمروا بأن يغفروا لما أراده الله من توفيقهم جزاء مغفرتهم يوم القيامة.