" صفحة رقم ٢٩٤ "
) أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَاهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ (
الجاثية :( ٢٣ ) أفرأيت من اتخذ.....
أي : هو مطواع لهوى النفس يتبع ما تدعوه إليه، فكأنه يعبده كما يعبد الرجل إلاهه. وقرىء :( آلهة هواه )، لأنه كان يستحسن الحجر فيعبده، فإذا رأى ما هو أحسن رفضه إليه، فكأنه اتخذ هواه آلهة شتى : يعبد كل وقت واحداً منها ) وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ ( وتركه عن الهداية واللطف وخذله على علم، عالماً بأنّ ذلك لا يجدى عليه، وأنه ممن لا لطف له. أو مع علمه بوجوه الهداية وإحاطته بأنواع الألطاف المحصلة والمقرّبة ) فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ ( إضلال ) اللَّهُ ( وقرىء ( غشاوة ) بالحركات الثلاث. وغشوة، بالكسر والفتح. وقرىء ( تتذكرون ).
) وَقَالُواْ مَا هِىَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَآ إِلاَّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ (
الجاثية :( ٢٤ ) وقالوا ما هي.....
) نَمُوتُ وَنَحْيَا ( نموت نحن ويحيا وأولادنا. أو يموت بعض ويحيا بعض. أو نكون مواتاً نطفاً في الأصلاب، ونحيا بعد ذلك. أو يصيبنا الأمران : الموت والحياة، يريدون : الحياة في الدنيا والموت بعدها، وليس وراء ذلك حياة. وقرىء :( نحيا ) بضم النون. وقرىء ( إلا دهر يمرّ ) ما يقولون ذلك عن علم، ولكن عن ظنّ وتخمين : كانوا يزعمون أنّ مرور الأيام والليالي هو المؤثر في هلاك الأنفس، وينكرون ملك الموت وقبضه الأرواح بأمر الله، وكانوا يضيفون كل حادثة تحدث إلى الدهر والزمان، وترى أشعارهم ناطقة بشكوى الزمان. ومنه قوله عليه السلام :
( ١٠٢٢ ) ( لا تسبوا الدهر، فإنّ الله هو الدهر ) أي : فإنّ الله هو الآتي بالحوادث لا الدهر.
) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ ءَايَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ائْتُواْ بِأابَآئِنَآ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَلَاكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (
الجاثية :( ٢٥ ) وإذا تتلى عليهم.....
وقرىء ( حجتهم ) بالنصب والرفع، على تقديم خبر كان وتأخيره. فإن قلت : لم