" صفحة رقم ٢٩٥ "
سمى قولهم حجة وليس بحجة ؟ قلت : لأنهم أدلوا به كما يدلي المحتج بحجته وساقوه مساقها، فسميت حجة على سبيل التهكم. أو لأنه في حسبانهم وتقديرهم حجة. أو لأنه في أسلوب قوله : تَحِيَّةُ بَيْنِهِمْ ضَرْبٌ وَجِيعُ ;
كأنه قيل : ما كان حجتهم إلا ما ليس بحجة. والمراد : نفي أن تكون لهم حجة البتة. فإن قلت : كيف وقع قوله :) قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ( جواباً لقولهم :) ائْتُواْ بِأابَآئِنَآ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ( ؟ قلت : لما أنكروا البعث وكذبوا الرسل، وحسبوا أنّ ما قالوه قول مبكت. ألزموا ما هم مقرّون به : من أنّ الله عز وجل هو الذي يحييهم ثم يميتهم، وضم إلى إلزام ذلك إلزام ما هو واجب الإقرار به إن أنصفوا وأصغوا إلى داعي الحق، وهو جمعهم إلى يوم القيامة، ومن كان قادراً على ذلك كان قادراً على الإيتان بآبائهم، وكان أهون شيء عليهم.
) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاَعةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ هَاذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّ كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ فَأَمَّا الَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِى رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ أَفَلَمْ تَكُنْ ءَايَاتِى تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنتُمْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ (
الجاثية :( ٢٧ - ٣١ ) ولله ملك السماوات.....
عامل النصب في ) يَوْمٍ تَقُومُ ( يخسر، و ) يَوْمَئِذٍ ( بدل من ( يوم تقول ) ) جَاثِيَةً ( باركة مستوفزة على الركب. وقرىء ( جاذية ) والجذّو : أشد استيفازاً من الجثوّ : لأن الجاذي هو الذي يجلس على أطراف أصابعه : وعن ابن عباس رضي الله عنهما : جاثية مجتمعة. وعن قتادة جماعات من الجثوة، وهي الجماعة، وجمعها : جثى. وفي الحديث :
( ١٠٢٣ ) ( من جثى جهنم ) وقرىء :) كُلُّ أُمَّةٍ ( على الابتداء : وكل أمة : على


الصفحة التالية
Icon