" صفحة رقم ٣٠٢ "
إلى أرض قد رفعت لي ورأيتها يعني في منامه ذات نخيل وشجر ؟ وعن ابن عباس : ما يفعل بي ولا بكم في الآخرة، وقال : هي منسوخة بقوله :) لّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ( ( الفتح : ٢ ) ويجوز أن يكون نفياً للدراية المفصلة. وقرىء ( ما يفعل ) بفتح الياء، أي : يفعل الله عز وجل. فإن قلت : إنّ ( يفعل ) مثبت غير منفي، فكان وجه الكلام : ما يفعل بي وبكم. قلت : أجل، ولكن النفي في ) مَا أَدْرِى ( لما كان مشتملاً عليه لتناوله ) مَا ( وما في حيزه : صح ذلك وحسن. ألا ترى إلى قوله :) أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ اللَّهَ الَّذِى خَلَقَ السَّمَاواتِ وَالاْرْضِ وَلَمْ يَعْىَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ ( ( الأحقاف : ٣٣ ) كيف دخلت الياء في حيز أنّ وذلك لتناول النفي إياها مع ما في حيزها. و ( ما ) في ( ما يفعل ) يجوز أن تكون موصولة منصوبة، وأن تكون استفهامية مرفوعة. وقرىء :( يوحي ) أي الله عز وجل.
) قُلْ أَرَءَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِى إِسْرَاءِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَأامَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِى الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (
الأحقاف :( ١٠ ) قل أرأيتم إن.....
جواب الشرط محذوف تقديره : إن كان القرآن من عند الله وكفرتم به ألستم ظالمين. ويدل على هذا المحذوف قوله تعالى :) إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِى الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ( والشاهد من بني إسرائيل : عبد الله بن سلام، لما قدم رسول الله ( ﷺ ) المدينة نظر إلى وجهه، فعلم أنه ليس بوجه كذاب. وتأمّله فتحقق أنه هو النبي المنتظر وقال له :
( ١٠٢٦ ) إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبيّ : ما أوّل أشراط الساعة ؟ وما أوّل طعام يأكله أهل الجنة ؟ وما بال الولد ينزع إلى أبيه أو إلى أمّه ؟ فقال عليه الصلاة


الصفحة التالية
Icon