" صفحة رقم ٣٠٣ "
والسلام :( أما أوّل أشراط الساعة فنار تحشرهم من المشرق إلى المغرب. وأما أوّل طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد حوت، وأما الولد فإذا سبق ماء الرجل نزعه، وإن سبق ماء المرأة نزعته ). فقال : أشهد أنك رسول الله حقاً، ثم قال : يا رسول الله، إن اليهود قوم بهت وإن علموا أن تسألهم عني بهتوني عندك. فجاءت اليهود فقال لهم النبي ( ﷺ ) : أي رجل عبد الله فيكم ؟ فقالوا : خيرنا وابن خيرنا، وسيدنا وابن سيدنا، وأعلمنا وابن أعلمنا. قال : أرأيتم إن أسلم عبد الله ؟ قالوا : أعاذه الله من ذلك، فخرج إليهم عبد الله فقال : أشهد أن لا إلاه إلا الله وأشهد أنّ محمداً رسول الله، فقالوا : شرنا وابن شرنا انتقصوه. قال : هذا ما كنت أخاف عليه يا رسول الله وأحذر. قال سعد بن أبي وقاص :
( ١٠٢٧ ) ما سمعت رسول الله ( ﷺ ) يقول لأحد يمشي على وجه الأرض أنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام، وفيه نزل :) وَشَهِدَ شَاهِدٌ مّن بَنِى إِسْراءيلَ عَلَى مِثْلِهِ ( الضمير للقرآن، أي : على مثله في المعنى، وهو ما في التوراة من المعاني المطابقة لمعانى القرآن من التوحيد والوعد والوعيد وغير ذلك. ويدل عليه قوله تعالى :) وَإِنَّهُ لَفِى زُبُرِ الاْوَّلِينَ ( ( الشعراء : ١٩٦ )، ) إِنَّ هَاذَا لَفِى الصُّحُفِ الاْولَى ( ( الأعلى : ١٨ )، ) كَذَلِكَ يُوحِى إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ ( ( الشورى : ٣ ) ويجوز أن يكون المعنى : إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد على نحو ذلك، يعني كونه من عند الله. فإن قلت : أخبرني عن نظم هذا الكلام لأقف على معناه من جهة النظم. قلت : الواو الأولى عاطفة لكفرتم على فعل الشرط، كما عطفته ( ثم ) في قوله تعالى :) قُلْ أَرَءيْتُمْ إِن