" صفحة رقم ٣١٣ "
وقد جعلت إن صلة، مثلها فيما أنشده الأخفش : يُرَجّى الْمَرْءُ مَا إنْ لاَ يَرَاه
وَتَعْرِضُ دُونَ أَدْنَاهُ الْخُطُوبُ
وتؤوّل بإنا مكناهم في مثل ما مكناكم فيه : والوجه هو الأوّل، ولقد جاء عليه غير آية في القرآن ) هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً (، ( مريم : ٧٤ ) ) قَبْلِهِمْ كَانُواْ أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَءاثَاراً ( ( غافر : ٨٢ ) وهو أبلغ في التوبيخ، وأدخل في الحث على الاعتبار ) مِن شَىْء ( أي من شيء من الإغناء، وهو القليل منه. فإن قلت بم انتصب ) إِذْ كَانُواْ يَجْحَدُونَ ( ؟ قلت : بقوله تعالى :) فَمَا أَغْنَى (. فإن قلت : لم جرى مجرى التعليل ؟ قلت : لاستواء مؤدى التعليل والظرف في قولك : ضريته لإساءته وضربته إذا أساء ؛ لأنك إذا ضربته في وقت إساءته ؛ فإنما ضربته فيه لوجود إساءته فيه ؛ إلا أن ( إذ )، وحيث، غلبتا دون سائر الظروف في ذلك ).
) وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِّنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الاٌّ يَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (
الأحقاف :( ٢٧ ) ولقد أهلكنا ما.....
) مَا حَوْلَكُمْ ( يا أهل مكة ) مّنَ الْقُرَى ( من نحو حجر ثمود وقرية سدوم وغيرهما. والمراد : أهل القرى. ولذلك قال :) لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (.
) فَلَوْلاَ نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ مِن دُونِ اللَّهِ قُرْبَاناً ءَالِهَةَ بَلْ ضَلُّواْ عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ (
الأحقاف :( ٢٨ ) فلولا نصرهم الذين.....
القربان : ما تقرب به إلى الله تعالى، أي : اتخذوهم شفعاء متقرباً بهم إلى الله، حيث قالوا : هؤلاء شفعاؤنا عند الله. وأحد مفعولي اتخذ الراجع إلى الذين المحذوف، والثاني : آلهة. وقرباناً : حال ولا يصح أن يكون قرباناً مفعولاً ثانياً وآلهة بدلاً منه لفساد المعنى. وقرىء ( قربنا ) بضم الراء. والمعنى : فهلا منعهم من الهلاك آلهتهم ) بَلْ ضَلُّواْ عَنْهُمْ ( أي غابوا عن نصرتهم ) وَذَلِكَ ( إشارة إلى امتناع نصرة آلهتهم لهم وضلالهم عنهم، أي : وذلك أثر إفكهم الذي هو اتخاذهم إياها آلهة، وثمرة شركهم