" صفحة رقم ٣٢١ "
إما أن تتعلق بالضرب والشد : أو بالمن والفداء ؛ فالمعنى على كلا المتعلقين عند الشافعي رضي الله عنه : أنهم لا يزالون على ذلك أبداً إلى أن لا يكون حرب مع المشركين. وذلك إذا لم يبق لهم شوكة. وقيل : إذا نزل عيسى ابن مريم عليه السلام. وعند أبي حنيفة رحمه الله : إذا علق بالضرب والشد ؛ فالمعنى : أنهم يقتلون ويؤسرون حتى تضع جنس الحرب الأوزار، وذلك حين لا تبقى شوكة للمشركين. وإذا علق بالمن والفداء، فالمعنى : أنه يمن عليهم ويفادون حتى تضع حرب بدر أوزارها إلا أن يتأول المن والفداء بما ذكرنا من التأويل ) ذَالِكَ ( أي الأمر ذلك، أو افعلوا ذلك ) لاَ تُنصَرُونَ مِنْهُمْ ( لا نتقم منهم ببعض أسباب الهلك : من خسف، أو رجفة، أو حاصب، أو غرق. أو موت جارف، ) وَلَاكِن ( أمركم بالقتال ليبلو المؤمنين بالكافرين : أن يجاهدوا ويصبروا حتى يستوجبوا الثواب العظيم، والكافرين بالمؤمنين بأن يعاجلهم على أيديهم ببعض ما وجب لهم من العذاب. وقرىء :( قتلوا ) بالتخفيف والتشديد : وقتلوا. وقاتلوا. وقرىء :( فلن يضل أعمالهم )، وتضل أعمالهم : على البناء للمفعول. ويضل أعمالهم من ضل. وعن قتادة : أنها نزلت في يوم أحد ) عَرَّفَهَا لَهُمْ ( أعلمها لهم وبينها بما يعلم به كل أحد منزلته ودرجته من الجنة. قال مجاهد : يهتدي أهل الجنة إلى مساكنهم منها لا يخطئون، كأنهم كانوا سكانها منذ خلقوا لا يستدلون عليها. وعن مقاتل : إن الملك الذي وكل بحفظ عمله في الدنيا يمشي بين يديه فيعرفه كل شيء أعطاه الله، أو طيبها لهم، من العرف : وهو طيب الرائحة. وفي كلام بعضهم : عزف كنوح القماري وعرف كفوح القماري. أو حددها لهم ؛ فجنة كل أحد محدودة مفرزة عن غيرها، من : عرف الدار وارفها. والعرف والارف، والحدود.
) ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِن تَنصُرُواْ اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (
محمد :( ٧ ) يا أيها الذين.....
) إِن تَنصُرُواْ ( دين ) اللَّهَ ( ورسوله ) يَنصُرْكُمُ ( على عدوكم ويفتح لكم ) وَيُثَبّتْ أَقْدَامَكُمْ ( في مواطن الحرب أو على محجة الإسلام.
) وَالَّذِينَ كَفَرُواْ فَتَعْساً لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُواْ مَآ أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (
محمد :( ٨ - ٩ ) والذين كفروا فتعسا.....
) وَالَّذِينَ كَفَرُواْ ( يحتمل الرفع على الابتداء والنصب بما يفسره ) فَتَعْساً لَّهُمْ ( كأنه قال : أتعس الذين كفروا. فإن قلت : علام عطف قوله :) وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ( ؟ قلت : على